[الدليل الثاني: السنة]
  المسألة علم حقها من باطلها علماً يقيناً](١).
  فهذا الذي ذكرنا إنما هو (على) المذهب (المختار في جميع ذلك) المتقدم ذكره، من قوله: «ولا يفيد إلا الظن»، ما عدا ما أحاله على الاختلاف، نحو قوله: «وفيما تعم به البلوى عملاً ..» إلخ، وقوله: «اختلف في قبول رواية فاسق التأويل ..» إلخ، وإلا لزم أن يكون المعنى: على المختار من وقوع الخلاف في هاتين المسألتين، وذلك فاسد. وما كان ينبغي له هذا الإطلاق، سيما مع قوله: «في جميع ذلك»، والله أعلم.
[طرق رواية الحديث]
  (وطرق الرواية) أي: مستند جوازها الموصل للحديث إلى رسول الله ÷ (أربع) تتفاوت قوتها:
  فأعلاها - عند الجمهور -: (قراءة الشيخ) والتلميذ يسمع؛ لأنه كثيراً(٢) ما يذهل الشيخ عما يعرض عليه، بخلاف ما يمليه. فإن قصد إسماعه وحده أو مع غيره فله أن يقول: «حدثني» و «أخبرني»، و «حدثنا» و «أخبرنا»، و «قال لي(٣)»، و «سمعته»، وإن لم يقصد إسماعه لم يجز إلا أن يقول: «حدث» أو «أخبر» أو «سمعته»، لا نحو: «قال لي»؛ فراراً من الكذب.
  والأصل في ذلك أنه ÷ كان يقرأ القرآن على الناس ويعلمهم السنن.
  (ثم قراءة التلميذ أو غيره بمحضره) أي: الراوي، قائلاً لشيخه: «هل سمعت؟» ويقول الشيخ: «سمعت ما قرأ(٤) علي» أو «الأمر كما قرأ علي» أو نحوه مما يفهم التقرير، فله أن يروي عند عامة المحدثين والفقهاء فيقول:
(١) ما بين المعكوفين مخدوش في نسخة المؤلف.
(٢) في هذا دفع ما يقال: والتلميذ قد يذهل، ووجه الدفع أن ذهول التلميذ أقل. سيلان.
(٣) أو «لنا» و «ذكر لي» أو «لنا». شرح غاية.
(٤) «ما قرأت». نخ.