شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الدليل الثاني: السنة]

صفحة 122 - الجزء 1

  المسألة علم حقها من باطلها علماً يقيناً]⁣(⁣١).

  فهذا الذي ذكرنا إنما هو (على) المذهب (المختار في جميع ذلك) المتقدم ذكره، من قوله: «ولا يفيد إلا الظن»، ما عدا ما أحاله على الاختلاف، نحو قوله: «وفيما تعم به البلوى عملاً ..» إلخ، وقوله: «اختلف في قبول رواية فاسق التأويل ..» إلخ، وإلا لزم أن يكون المعنى: على المختار من وقوع الخلاف في هاتين المسألتين، وذلك فاسد. وما كان ينبغي له هذا الإطلاق، سيما مع قوله: «في جميع ذلك»، والله أعلم.

[طرق رواية الحديث]

  (وطرق الرواية) أي: مستند جوازها الموصل للحديث إلى رسول الله ÷ (أربع) تتفاوت قوتها:

  فأعلاها - عند الجمهور -: (قراءة الشيخ) والتلميذ يسمع؛ لأنه كثيراً⁣(⁣٢) ما يذهل الشيخ عما يعرض عليه، بخلاف ما يمليه. فإن قصد إسماعه وحده أو مع غيره فله أن يقول: «حدثني» و «أخبرني»، و «حدثنا» و «أخبرنا»، و «قال لي⁣(⁣٣)»، و «سمعته»، وإن لم يقصد إسماعه لم يجز إلا أن يقول: «حدث» أو «أخبر» أو «سمعته»، لا نحو: «قال لي»؛ فراراً من الكذب.

  والأصل في ذلك أنه ÷ كان يقرأ القرآن على الناس ويعلمهم السنن.

  (ثم قراءة التلميذ أو غيره بمحضره) أي: الراوي، قائلاً لشيخه: «هل سمعت؟» ويقول الشيخ: «سمعت ما قرأ⁣(⁣٤) علي» أو «الأمر كما قرأ علي» أو نحوه مما يفهم التقرير، فله أن يروي عند عامة المحدثين والفقهاء فيقول:


(١) ما بين المعكوفين مخدوش في نسخة المؤلف.

(٢) في هذا دفع ما يقال: والتلميذ قد يذهل، ووجه الدفع أن ذهول التلميذ أقل. سيلان.

(٣) أو «لنا» و «ذكر لي» أو «لنا». شرح غاية.

(٤) «ما قرأت». نخ.