تنبيه:
تنبيه:
  وهو لغة: الإيقاظ. واصطلاحاً: عنوان البحث الآتي بحيث يعلم من البحث السابق إجمالاً، ووسمه(١) بالتنبيه لسبق ذكره في الأخبار ضمناً(٢)، فإن قول الراوي وحكايته قول خبري محتمل للصدق والكذب وإن كان حكاية قول إنشائي، فتأمل.
  الكلام: إما إنشاء، أو خبر. فالإنشاء: لفظ مركب تام لا يحتمل الصدق ولا الكذب. ومنه ألفاظ العقود، نحو: بعت، شريت، إن قصد بها الحدوث؛ إذ تحسن مع(٣) عدم المخاطب، ولا خارج لها، ولا تحتمل الصدق والكذب، بخلاف الخبر.
[الخبر]
  و (الخبر هو) قد يقال بمعنى الإخبار، كما في قولهم: الصدق هو الخبر عن الشيء على ما هو به؛ بدليل تعديته بـ «عن». ويطلق ويراد به (الكلام(٤))، وهو أخص من اللفظ، وبه تخرج الإشارة والكتابة المفيدة فائدة الخبر، فإنها لا تسمى خبراً حقيقة؛ لأن الخبر إذا أطلق فقيل: «أخبر فلان بكذا» لم يسبق إلى الفهم إلا الكلام دونهما. وقد يطلق على غيره مجازاً، قال سويد بن الصامت:
  تُخَبِّرُني العينانِ ما القلب كاتم ... من الغل والبغضاء بالنظر الشزر
  والمعري:
  نبيء من الغِربان ليس بذي شرع ... يُخَبِّرُنا أن الشعوبَ إلى صدع
  والمتنبي:
(١) «فرسمه». نخ.
(٢) إشارة إلى أن التنبيه إنما يستعمل فيما تعلق به ضرب من العلم سابقاً أو كان في حكمه كالبديهيات.
(٣) الظاهر أنه لا يحسن إلا مع وجود من أنشأ معه العقد، فلا بد من مخاطب.
(٤) المخبر به كما في قولهم: الخبر هو الكلام المحتمل للصدق والكذب. شرح غاية.