[الأدلة الشرعية]
  وسور الموجبة نحو: «كل» ونحوه مما يفيد الاستغراق(١)، وسور السالبة: «لا شيء»، و «لا واحد»، و «كل ليس»، وما أفاد معناه(٢).
  وإن بين المقصود منها بعضاً فجزئية: موجبة، وسورها: «بعض» وشبهه(٣)، أو سالبة، وسورها: ليس كل، وبعض ليس(٤)، وما أفاد معناه(٥).
  وإلا يبين كمية أفراد الموضوع فالقضية تسمى مهملة(٦)؛ لإهمال السور. وتُلازم الجزئية، فكل جزئية تصدق مهملة(٧)، وكل مهملة تصدق جزئية.
  (وإذا ركبت الجملة) أي: ما يسمى بالجملة - المرادفة للكلام المفيد، لا مطلق الجملة فإنه يصدق بغير المفيد - في اصطلاح النحاة، أو بالقضية في اصطلاح المناطقة مع مثلها مجعولة (في دليل) وهو القياس المنطقي (سميت) عند المناطقة (مقدمة) مثل قولنا: العالم متغيرٌ، وكل متغيرٍ حادثٌ، ينتج: «العالم حادث».
  والمقدمات إن كانت قطعية أنتجت قطعيًّا؛ لأن النتيجة لازمة لمقدمات حقة قطعاً، ولازم الحق حقٌّ قطعاً، وإن كانت ظنية أنتجت ظنيًّا.
  ثم المكرر بين المقدمتين فصاعداً يسمى: حدًّا أوسط، كمتغير في المثال؛ لأنه وسيلة لنسبة الأكبر إلى الأصغر، فيكون في المعنى وسطاً(٨). وموضوع المطلوب
= أفراد النار حار.
(١) نحو: جميع وأل.
(٢) وهو كل نكرة وقعت في سياق نفي فهو سور السالبة الكلية. وقوله: كل ليس، نحو: كل إنسان ليس بجماد.
(٣) كفرد وواحد.
(٤) نحو: بعض الحيوان ليس بإنسان.
(٥) نحو: فرد من الحيوان ليس بإنسان.
(٦) لأن الحكم فيها على أفراد موضوعها وقد أهمل بيان كميتها، نحو: الإنسان في خسر، والإنسان ليس في خسر، أي: ما يصدق عليه الإنسان من الأفراد في خسر أو ليس في خسر.
(٧) قوله: فكل جزئية تصدق مهملة، إذ كل ما صدق الحكم فيه على بعض أفراد الموضوع كما في الجزئية - صدق على أفراد الموضوع في الجملة كما في المهملة، وبالعكس، فإذا صدق: بعض الإنسان في خسر صدق: الإنسان في خسر، وبالعكس.
(٨) هذا التعليل للتسمية أوفق من التعليل بكونه متوسطاً بين موضوع النتيجة ومحمولها؛ لشموله =