[التناقض]
  عكس النقيض مع اشتراكهما في الملزوم؛ لأن المستوي لازم لها بلا واسطة، وعكس النقيض بواسطة. وكان الأولى تقديمهما على التناقض؛ لأنه إثبات للمطلوب بإبطال نقيضه، وهما إثبات له بثبوتهما.
[التناقض]
  [هذا، ولما كان الدليل قد لا يقوم على صدق المطلوب ابتداءً، بل إما على إبطال نقيض المطلوب ويلزم منه صدقه، وإما على تحقق ملزوم صدق المطلوب - وهو ما يكون المطلوب عكسه - فيلزم صدقه - احتيج إلى بيان التناقض والعكس](١)، فقال: (والتناقض: اختلاف الجملتين) أي(٢): القضيتين، يخرج ما لا اختلاف فيه مطلقاً(٣)، والتناقض بين المفردين(٤)، فإنه يقع بين المفردات مثله بين الجمل. (بالنفي والإثبات) بأن تكون إحداهما مثبتة والأخرى منفية، لا بغيرهما من الحمل والشرط، والاتصال(٥) والانفصال(٦) مثلاً،
(١) ما بين المعكوفين مخدوش في نسخة المؤلف.
(٢) «أو». نخ.
(٣) سواء كان في مفردات أو غيره.
(٤) كالإنسان واللا إنسان.
* - فإن قيل: الحد حينئذ غير جامع لخروج نحو: الإنسان واللا إنسان، وقواعد الفن يجب أن تكون عامة منطبقة على جميع الجزئيات غير مختصة ببعض المواد دون بعض. أجيب بأن تعميم قواعد الفن بالنسبة إلى الأغراض والمقاصد، فلما لم يكن له غرض يعتد به في التناقض الواقع بين المفردين بالمرة لم يتعرضوا له، بل غرضهم إنما هو في التناقض الجاري بين القضايا.
(٥) والمتصلة: هي التي يحكم فيها بصدق قضية أو لا صدقها على تقدير أخرى. نحو: إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود في الإيجاب، وليس إن كانت الشمس طالعة فالليل موجود في السلب؛ وسميت متصلة لاتصال طرفيها صدقا ومعية. إيساغوجي.
(٦) المنفصلة: إما حقيقية، وهي التي يحكم فيها بالتنافي بين طرفيها صدقا وكذبا، نحو: «العدد: إما زوج، وإما فرد» وتسمى مانعة الجمع والخلو. إما مانعة الجمع دون الخلو وهي التي يحكم فيها بالتنافي بين طرفيها صدقا فقط، نحو: «هذا الشيء إما شجر أو حجر». إما مانعة الخلو فقط، وهي التي يحكم فيها بالتنافي بين طرفيها كذبا فقط، نحو: «زيد إما أن يكون في البحر وإما أن لا يغرق»؛ إذ يستحيل كونه في غير البحر ويغرق. إيساغوجي باختصار.