شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الأدلة الشرعية]

صفحة 136 - الجزء 1

  سلب الشيء عن نفسه.

  وعكس السالبة الكلية كنفسها سالبة كلية؛ لأنه إذا صدق سلب المحمول عن كل فرد من أفراد الموضوع - صدق سلب الموضوع عن كل فرد من أفراد المحمول؛ إذ لو ثبت الموضوع لفرد من أفراد المحمول حصل الملاقاة بين الموضوع والمحمول في ذلك الفرد⁣(⁣١)؛ فينعكس: «لا شيء من الإنسان بفرس» إلى: «لا شيء من الفرس بإنسان»، وإلا⁣(⁣٢): فـ «بعض الفرس إنسان»، وينعكس⁣(⁣٣) إلى: «بعض الإنسان فرس»، هذا⁣(⁣٤) خلف.

  أو تجعلها⁣(⁣٥) صغرى⁣(⁣٦) للأصل، ينتج⁣(⁣٧): بعض الفرس ليس بفرس، وهو سلب الشيء عن نفسه.

  ولا عكس للجزئية السالبة؛ إذ لو صح لصدق كلما صدق الأصل، وليس كذلك؛ فإنها تصدق السالبة الجزئية في قضية⁣(⁣٨) موضوعها أعم من محمولها ولا يصدق عكسها، وإن صدق في قضية بين موضوعها ومحمولها تباين كلي أو عموم من وجه⁣(⁣٩).


(١) والملاقاة تصحح الجزئية من الطرفين، وصدقها من الطرفين ينافي السالبة الكلية من أحدهما، وهو المعكوس.

(٢) أي: وإلا لصدق نقيضه وهو: بعض الفرس إنسان.

(٣) أي: وينعكس النقيض إلى: بعض الإنسان فرس، وقد كان الأصل: لا شيء من الإنسان بفرس. هذا خلف.

(٤) لأنه قد كان الأصل: لا شيء من الإنسان بفرس.

(٥) أي: النقيض.

(٦) فيكون التقدير: بعض الفرس إنسان ولا شيء من الإنسان بفرس.

(٧) يعني من الضرب الرابع من الشكل الأول.

(٨) فإنه يصدق: بعض الحيوان ليس بإنسان، ولا يصدق عكسه وهو: بعض الإنسان ليس بحيوان.

(٩) مثال الأول: بعض الإنسان ليس بحجر، ويصدق عكسه أيضاً وهو: بعض الحجر ليس بإنسان، ومثال الثاني: بعض الحيوان ليس بأبيض، وبعض الأبيض ليس بحيوان.