شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[عكس النقيض]

صفحة 137 - الجزء 1

[عكس النقيض]

  (وعكس النقيض) يطلق أيضاً ويراد به القضية نفسها، ويراد به: (جعل نقيض كل منهما) أي: من الجزئين (مكان الآخر(⁣١)) مع بقاء الصدق والكيف أيضاً، والمراد منهما ما عرفت في تعريف العكس المستوي.

  وحكم الموجبة⁣(⁣٢) كلية كانت أو جزئية حكم السوالب⁣(⁣٣) في العكس المستوي، فالموجبة الكلية تنعكس كنفسها، مثلاً ينعكس: «كل إنسان حيوان»، إلى: «كل لا حيوان لا إنسان»، وإلا⁣(⁣٤): فـ «بعض لا حيوان ليس لا إنسان»، ويستلزم: «بعض لا حيوان إنسان»، وينعكس بالعكس المستوي إلى: «بعض الإنسان لا حيوان»، وقد كان: «كل إنسان حيوان»، هذا خلف.

  أو يضم إلى الأصل هكذا: «بعض لا حيوان إنسان»، و «كل إنسان حيوان»، ينتج: «بعض لا حيوان حيوان»، وهو محال.

  ولا عكس للموجبة الجزئية؛ لصدق: «بعض الحيوان لا إنسان»، وكذب: «بعض الإنسان لا حيوان».

  والسالبة كلية كانت أو جزئية تنعكس إلى السالبة الجزئية، مثلاً إذا صدق: «ليس بعض الحيوان بإنسان» فليصدق عكسه، وهو: «ليس بعض لا إنسان لا حيوان»، وإلا⁣(⁣٥): فـ «كل لا إنسان لا حيوان⁣(⁣٦)»، وينعكس بعكس النقيض⁣(⁣٧)


(١) وهذا الحد أولى من حد السعد له في التهذيب وصاحب الغاية فيها بأنه تبديل نقيض الطرفين مع بقاء الصدق والكيف؛ لما فيه من القصور؛ إذ لا يكفي مجرد التبديل، بل لا بد من الجعل المذكور.

(٢) «الموجبات». نخ.

(٣) «السوالب». نخ.

(٤) أي: وإلا لصدق نقيضه وهو هذه القضية؛ لأنها سلب جزئي والسلب الجزئي نقيض الإيجاب الكلي. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

(٥) لصَدَقَ نقيضه وهو.

(٦) موجبة معدولة.

(٧) ولا يقال: هذا مصادرة؛ المأخوذ عكس الموجبة وقد ثبت فيما مر والمدعى الآن عكس السالبة، وبينهما فرق.