شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الدليل الثالث الإجماع]

صفحة 138 - الجزء 1

  إلى: «كل حيوان إنسان»، وقد كان الأصل: «ليس بعض الحيوان بإنسان».

  والسالبة الكلية لا تنعكس كنفسها⁣(⁣١)؛ لصدق: «لا شيء من الإنسان بفرس»، وكذب: «لا شيء من اللافرس لا إنسان»؛ لأن من أفراد اللافرس إنساناً، وهو يلزم أن يصدق سلبُ⁣(⁣٢) الإنسان عنه⁣(⁣٣)، وهو باطل، والله سبحانه أعلم.

[الدليل الثالث: الإجماع]

  (فصل: و) الدليل الثالث: هو (الإجماع) وهو لغة: العزم، قال الله حكاية: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ}⁣[يونس ٧١]، أي: اعزموا، وقال ÷: «لا صيام لمن لم يُجْمِع الصوم⁣(⁣٤) من الليل» أي: لم يعزم ويقطع بالنية. والاتفاق والانضمام أيضاً، ومنه قولهم: أَجْمَعَ الرجل، إذا انضم إليه غيره فصار ذا جمع، كـ «أتْمَرَ» و «ألْبَنَ» أي: صار ذا تمرٍ ولبنٍ، ومنه: أجمع القوم على كذا، أي: اتفقوا عليه.

  وأما في اصطلاح أهل الشرع فإنه عام وخاص، فالعام: (هو اتفاق) جميع (المجتهدين) فيما أجمعوا عليه قولاً أو فعلاً أو اعتقاداً أو غيره⁣(⁣٥)، ولو عبيداً أو نساءً؛ إذ لم يفصل الدليل، فلا ينعقد مع خلاف أحد ممن ذكر. ويشمل مجتهد التابعين؛ لذلك، ولاشتهار انتصابهم للفتيا، واقتعادهم دست⁣(⁣٦) العلماء، كما روي أن أنس بن مالك رجع إلى الحسن⁣(⁣٧)، وابن عمر سُئل عن فريضة فقال: سلوا سعيد بن جبير، فإنه أعلم بها. وسُئل ابن عباس عن النذر بذبح الولد فقال مشيراً إلى سؤال مسروق، ثم أتاه السائل بجوابه فتابعه. وأمير المؤمنين #


(١) يعني بل تنعكس سالبة جزئية.

(٢) فاعل «يصدق».

(٣) الضمير عائد إلى: اللافرس.

(٤) «الصيام». نخ.

(٥) سكوتاً أو تقريراً.

(٦) أي: مقعد.

(٧) أي: الحسن البصري.