شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الدليل الثالث الإجماع]

صفحة 154 - الجزء 1

  ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن الأوزاعي. وفيه بالإسناد إلى واثلة بن الأسقع، وفيه زيادة: قلنا لواثلة: ما الرجس؟ قال: الشك في دين الله. وغير ذلك في تفسير الآية الكريمة مما لا يسعه إلا كبار الأسفار.

  والمرادُ بالإشارة⁣(⁣١) إلى من ذُكر إخراجُ من يتوهم دخوله من الأزواج والقرابة، لا أولادهم، فشمول أهل البيت لمن سيوجد منهم كشمول الأمة؛ بدليل قوله ÷: «إني تارك فيكم ..» الخبر.

  واختلاف روايات هذا الخبر لتكرره منه ÷؛ لاختلاف هيئة اجتماعهم، وما جللهم به، ودعائه لهم، وجواب أم سلمة، كما ذكره محب الدين الطبري في ذخائر العقبى.

  وأما السنة فقوله ÷: («أهل بيتي كسفينة نوح) من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى». كذا في رواية الإمام أبي عبد الله الجرجاني، وروي بلفظ: «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح: من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك». أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي ذر الغفاري. وهذا الحديث وأمثاله صريح في نجاةِ المتبع لهم، وهلكةِ المخالف لهم، فلو لم تكن جماعتهم معصومة عن الخطأ لما كان كذلك.

  وقوله ÷: («إني تارك فيكم) ما إن تمسكتم به لن تضلوا: من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». رواه الهادي # في الأحكام.

  وفي الجامع الكافي: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وهما الخليفتان بعدي». وفي رواية الإمام أبي عبد الله الجرجاني: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم


(١) أي: بقوله ÷: «هؤلاء ..».