[الدليل الثالث الإجماع]
  الدنيا والآخرة، فيجب أن يكون قول الأمة حقاً وصدقاً، فيختارهم الحكيم الخبير للشهادة على الناس.
  (ولقوله ÷: «لن تجتمع أمتي على ضلالة») أخرجه الترمذي بلفظ: «لا تجتمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة، من شذ شذ إلى النار»، والطبراني في الكبير عن ابن عمر بلفظ: «لن تجتمع أمتي على الضلالة أبداً، فعليكم بالجماعة(١) فإن يد الله على الجماعة».
  (ونحوه) من الأخبار (كثير)، مثل: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم وفارقهم حتى يأتي أمر الله» رواه الروياني وابن عساكر عن عمران بن حصين. والرُّوْياني: بضم الراء، وسكون الواو وبعده ياء، ثم نون، بعدها ياء النسبة إلى رويان: بلد من طبرستان. ذكره في طبقات ابن حجر.
  وقوله ÷: «يحمل هذا العلم من كل خَلَف(٢) عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» رواه زيد بن علي @ في مجموعه عن آبائه عن علي @(٣) عنه ÷.
  وقوله ÷: «من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه» أخرجه ابن حنبل، وأبو داود، والحاكم في مستدركه عن أبي ذر ¦.
  وعنه ÷: «إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا(٤) يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعاً، وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وألا تجتمعوا على ضلالة» أخرجه أبو داود عن أبي مالك الأشعري. وأخرج ابن أبي عاصم عن أنس أنه ÷ قال: «إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة».
(١) قلت: وهذا الخبر أظهر أدلة إجماع الأمة؛ فإنه قضى بحقية إجماعهم أولاً، ولزومِ التمسك بهم ثانياً؛ لقوله: «فعليكم»، بخلاف سائرها، والله أعلم.
(٢) الخلف هو: القرن من الناس.
(٣) كذا في الأم، والصواب #.
(٤) «لا» زائدة في الثلاث الخلال.