[مذهب الصحابي]
  بتشديد الراء - وقال ابن أبي شريف(١) شارح الجمع: هو بالتخفيف، أي: أثبت شرعاً من قِبَل نفسه لا من قِبَل الشارع(٢).
  (و) إذا كان ثبوته بأحد هذه الدلائل المذكورة التي هي حجة إجماعاً، وعرفت ما قيل في تفسيره - عرفت حقية مثبته، وأنه (لا يتحقق استحسان مختلف فيه)؛ لأن الخلاف إن عاد إلى اللفظ فلا مشاحة في العبارة، وإن عاد إلى المعنى فمرجعه إلى الترجيح بين الأدلة الشرعية، وهو أمر متفق عليه، ولا حاجة بنا إلى فرض استحسان يصلح محلاً للنزاع ثم الاحتجاج على إبطاله.
[مذهب الصحابي]
  (وأما مذهبُ الصحابي) - المتقدم تفسيره - وقولُه - فليس بحجة على مثله اتفاقاً، ذكره ابن الحاجب وغيره.
  وأما على غيره من التابعين ومن بعدهم (فالأكثر) أي: أكثر العلماء: منهم الشافعي في الجديد وابن حنبل في رواية والكرخي (على أنه ليس بحجة)؛ لعدم الدليل.
  وقال مالك بن أنس، وأبو علي، وأبو هاشم، وأبو عبد الله البصري، ومحمد بن الحسن(٣)، والرازي، والبَرْذَعِي(٤) من الحنفية، ورجحه الفَنَارِي(٥) من متأخريهم وقال: إنه مختار متأخريهم: إنه حجة.
(١) هو محمد بن أبي بكر بن علي المقدسي المعروف بابن أبي شريف، فقيه من أعيان الشافعية، ولد ونشأ بالقدس سنة ٨٢٢ هـ، وتوفي بها سنة ٩٠٦ هـ من كتبه شرح الجمع.
(٢) يعني فيكون كفراً أو كبيرة، قال في الجمع وشرحه: أما استحسان الشافعي التحليف بالمصحف والحط لبعض نجوم الكتابة وكون المتعة ثلاثين درهماً فليس من الاستحسان المختلف فيه إن تحقق، وإنما قال ذلك لمآخذ فقهية معينة في محالها. بالمعنى.
(٣) محمد بن الحسن الشيباني فقيه الحنفية المتوفى سنة ١٨٩ هـ القائل إذا أمنت على نفسي من أعداء زيد بن علي فأنا على مذهبه، وإلا فأنا على مذهب أبي حنيفة.
(٤) هو سعيد بن عمرو بن عمار أبو عثمان الأزدي البرذعي، من حفاظ الحديث، نسبته إلى برذعة بأقصى أذربيجان، سمع بدمشق وغيرها، من كتبه الضعفاء والكذابون والمتروكون من أصحاب الحديث، وفاته سنة ٢٩٢ هـ. الأعلام.
(٥) هو حسن بن محمد شاه بن محمد شمس الدين بن حمزة الفناري، من علماء الدولة العثمانية، ولد سنة ٨٤٠ هـ بتركيا، وبرع في المعقولات وأصول الفقه، وهو حفيد الفناري الكبير محمد بن حمزة.