[النص]
  مرجوحاً، (فنص) جلي أي: فهو المسمى بالنص الجلي. هذا معناه اصطلاحاً، فهو مقابل الظاهر.
  وقد يطلق(١) في مقابلة الإجماع والقياس؛ فهو: الدليل من الكتاب والسنة، سواء كان ظاهراً أو نصاً بالمعنى الأول.
  ومنه ما تقدم في القياس من اشتراطِ ألا يكون حكمُ الفرع منصوصاً، وتقسيمِ مسالك العلة إلى: الإجماع والنص والاستنباط.
  وقد يطلق في كتب الفروع على ما يقابل التخريج، فيراد به قول صاحب المذهب، أعمَّ من أن يكون نصاً لا احتمال فيه أو ظاهراً.
  وأمَّا في اللغة فهو: الرفع، ومنه: نَصَّ الحديثَ، إذا رفعه إلى قائله.
  (ودلالتُه) أي: دلالة(٢) ذلك اللفظ على المقصود (قطعيةٌ(٣)) ضروريةٌ.
  وإلا يفد ذلك كذلك، بل أفاد راجحاً ومرجوحاً:
  فإن حُمل اللفظ على المعنى المرجوح بما يصيره من القرائن العقلية أو النقلية راجحاً عند الناظر - سواء كانت مرجحةً له في نفس الأمر كما في التأويل الصحيح، أو غيرَ مرجحةٍ كما في الفاسد - فَمُؤَوَّلٌ، وسيأتي إن شاء الله تعالى.
  (وإلا) يحمل على المرجوح كذلك(٤)، بل حمل على الراجح (فظاهرٌ) أي: فهو المسمى في الاصطلاح بالظاهر، وسيأتي تحقيقه.
  ثم إن دلالة الظاهر بالمعنى المصطلح قد تكون بالوضع الأصلي، كالأسد
(١) أي: النص.
(٢) من الفرق بين دلالة اللفظ والدلالة باللفظ: أن محل دلالة اللفظ القلب ومحل الدلالة به اللسان وقصبة الرئة، وأن دلالة اللفظ صفة السامع، والدلالة به صفة المتكلم، وأن دلالة اللفظ مسبب، والدلالة به سبب.
(٣) لعدم الاحتمال.
(٤) أي: بما يصيره من القرائن العقلية أو النقلية راجحاً ... إلخ.