[دلالة الإشارة]
  نبَّه النص عليه وأومى إليه(١)، (نحو) قوله ÷: (عليك الكفارة؛ جواباً لمن قال) وهو الأعرابي: (جامعت أهلي في نهار رمضان)، وقد تقدم تخريجه في القياس؛ فإن الأمر بالتكفير قد اقترن بوصفٍ، وهو المجامعة في نهار رمضان، الذي لو لم يكن(٢) لبيان أنّ العلة في الإعتاق هي تلك المجامعة لكان بعيداً؛ وذلك لأن غرضَ الأعرابي بذكر واقعته بيانُ حكمها، وذِكرُ الحكم جوابٌ؛ ليحصل غرضه؛ لِئلا يلزم إخلاء السؤال عن الجواب وتأخير البيان عن وقت الحاجة كما سبق.
  ومَا رويَ أَنه ÷ امتنع عن الدخول على قوم عندهم كلب، فقيل له: إنك تدخل على آل فلان وعندهم هرة، فقال ÷: (إنها ليست بسبع)، وفي رواية: «إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات» جوابُ إنكار المنكِر. رواه بالمعنى في أصول الأحكام والشفاء والأربعة، وصححه الترمذي وابن خزيمة.
  فلَوْ لم يكن ذكرُ الطواف ونفيُ السبعية أو النجاسة للتَّعليل لَزِم إخلاءُ السؤال عن الجواب، وتأخير البيان، وذلك بعيد جداً.
  وقوله ÷ لعمر حين سأله عن قُبْلَة الصائم: (أرأيت لو تمضمضت بماء) أتفطر؟» قال: لا، قال: «فمه»، رواه أبو داود والنَّسَائي.
[دلالة الإشارة]
  (وإن لم يقصد) ذلك اللازم (فدلالة إشارة) أي: فهو المسمى بدلالة الإشارة، وأمثلتها كثيرة، وأشار إلى كثرتها بالكاف(٣).
  منها: ورودُ كلام الحكيم بمدة مضروبة لِأمرين، ثم يَرِدُ بعد ذلك بِقدْرٍ من تلك المدةِ لِأحدهما؛ فإنه يدل على أَنَّ باقي المدة للأمر الآخر، كقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ
(١) هذا ما أمكن في حل هذه العبارة، وفي هذا المقام من هذا الكتاب وغيره اضطراب لا يخفى على من له ذوق، على أن تطبيقها بكمالها على الخبر المذكور دونه خرط القتاد، والله أعلم.
(٢) أي: الوصف.
(٣) أي: الكاف في قوله: كقوله ÷: «النساء ناقصات عقل ودين».