[مفهوم الصفة]
  نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}[النساء: ١٥]، فإنه يفهم منه أن النساء إذا كن مؤمنات اشترط في الشهود أن يكونوا مؤمنين، وإِلَّا فلا.
  وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَظَّهَّرُونَ مِنْكُمْ}[المجادلة: ٢]، فإنه يدل على أن ظهار الكافر لا يصح، وقوله تعالى: {فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ}[الممتحنة: ١٠]، فإنه يفهم أنهن يرجعن إلى مَن آمن من أزواجهن، وكقوله ÷: «في كل إبل سائمة من كل أربعين ابنة لبون»، وفي كتاب أبي بكر لأنس بن مالك حين وجهه إلى البحرين حكاية عن فرض رسول الله ÷: وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاة. والسائمةُ صفةٌ تدل على نفي الزكاة في المعلوفة.
  (وهو) أي: مفهوم الصفة (أقوى) مما قبله، (والآخذ به أكثر) من الآخذ بمفهوم اللقب؛ لأن مَن أخذ بمفهومِ اللقب أخذَ به من دون عكس. وهو(١) أكثر أصحابنا، والشافعي، ومالك، وأحمد، وأبو عبيدة مَعمَر(٢) بن المثنى، والجويني، وأبو عبيد القاسم بن سَلَّام، والمزني، والإصطخري(٣)، والمروزي، وابن خيران، وأبو ثور(٤)، والصيرفي، والأشعري(٥)؛ إِذ لو لم يكن التعليق بالصفة دالاً على نفي الحكم عما عداها لَمَا فهم منه أهلُ اللغة ذلك، والتالي باطل، فالمقدم مثله.
(١) أي: الآخذ به.
(٢) مضبوط في نسخة المؤلف بتشديد الميم، وفي الغاية بالفتح من غير تشديد.
(٣) الإصطرخي: هو الحسن بن أحمد بن يزيد أبو سعيد الأصطرخي توفي سنة ٣٢٨ هـ. طبقات الفقهاء.
(٤) أبو ثور: هو إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي كان من أتباع الشافعي وأخذ الفقه عنه توفي سنة ٢٤٠ هـ.
(٥) الأشعري: هو الشيخ علي بن اسماعيل بن اسحاق أبو الحسن الأشعري وإليه تنسب الأشعرية توفي سنة ٣٢٤ هـ، وقيل: ٣٢٠ هـ، وقيل: ٣٣٠ هـ.