شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[مفهوم الصفة]

صفحة 19 - الجزء 2

  نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}⁣[النساء: ١٥]، فإنه يفهم منه أن النساء إذا كن مؤمنات اشترط في الشهود أن يكونوا مؤمنين، وإِلَّا فلا.

  وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَظَّهَّرُونَ مِنْكُمْ}⁣[المجادلة: ٢]، فإنه يدل على أن ظهار الكافر لا يصح، وقوله تعالى: {فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ}⁣[الممتحنة: ١٠]، فإنه يفهم أنهن يرجعن إلى مَن آمن من أزواجهن، وكقوله ÷: «في كل إبل سائمة من كل أربعين ابنة لبون»، وفي كتاب أبي بكر لأنس بن مالك حين وجهه إلى البحرين حكاية عن فرض رسول الله ÷: وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاة. والسائمةُ صفةٌ تدل على نفي الزكاة في المعلوفة.

  (وهو) أي: مفهوم الصفة (أقوى) مما قبله، (والآخذ به أكثر) من الآخذ بمفهوم اللقب؛ لأن مَن أخذ بمفهومِ اللقب أخذَ به من دون عكس. وهو⁣(⁣١) أكثر أصحابنا، والشافعي، ومالك، وأحمد، وأبو عبيدة مَعمَر⁣(⁣٢) بن المثنى، والجويني، وأبو عبيد القاسم بن سَلَّام، والمزني، والإصطخري⁣(⁣٣)، والمروزي، وابن خيران، وأبو ثور⁣(⁣٤)، والصيرفي، والأشعري⁣(⁣٥)؛ إِذ لو لم يكن التعليق بالصفة دالاً على نفي الحكم عما عداها لَمَا فهم منه أهلُ اللغة ذلك، والتالي باطل، فالمقدم مثله.


(١) أي: الآخذ به.

(٢) مضبوط في نسخة المؤلف بتشديد الميم، وفي الغاية بالفتح من غير تشديد.

(٣) الإصطرخي: هو الحسن بن أحمد بن يزيد أبو سعيد الأصطرخي توفي سنة ٣٢٨ هـ. طبقات الفقهاء.

(٤) أبو ثور: هو إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي كان من أتباع الشافعي وأخذ الفقه عنه توفي سنة ٢٤٠ هـ.

(٥) الأشعري: هو الشيخ علي بن اسماعيل بن اسحاق أبو الحسن الأشعري وإليه تنسب الأشعرية توفي سنة ٣٢٤ هـ، وقيل: ٣٢٠ هـ، وقيل: ٣٣٠ هـ.