[مفهوم الحصر]
  وعكسُه(١) كذلك عند علماء المعاني مثل: الله العالم.
  ومثل تقديم المعمول كقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}[الفاتحة]، {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ٤٠}[البقرة].
  أثبته(٢) أئمتنا $ والجمهور؛ لاستقراء استعمالات الفصحاء، فإن أئمة العربية أجمعوا على أن الاستثناء من النفي إثبات، وعلى إفادة إنما الحصر؛ ولذا أطبق عليه أئمة النحو والتفسير، وأطبقوا على إفادة الثالث(٣) أيضاً.
  (و) لتبادر المفهوم في العدد وإنما (قيل: هما منطوقان) لا مفهومان، أَمَّا مفهوم العدد فلم أقف على القائل بأنه منطوق(٤).
  وأما مفهوم «إنما» فالقائل إنه منطوق أهل المعاني، رواه عنهم في المنهاج وغيره، وهو مذهب أبي حامد أحمد بن عامر بن بشر بن حامد المرْوَرُّوْذِي - بفتح الميم والواو، بينهما راء مهملة ساكنة، ثم راء مهملة مشددة، بعدها واو ساكنة وذال معجمة.
  كذا في نسخة الشرحين(٥)، وفي نسخة: (ومفهوم الاستثناء وإنما، وقيل: هما منطوقان).
  والخلاف فيهما ظاهر كما ترى، أَمَّا «إنما» فكما سبق، وأما «النَّفي والاسْتِثناء» فإن أبا الحسين بن القطان والشيخ أبا إسحاق الشيرازي قالا: إنه منطوق، ورجحه القَرَافِي في قواعده، والبرماوي في شرح ألفيته، وهو ظاهر مذهب ابن الحاجب،
(١) أي: ما عرف فيه الخبر بحيث يكون ظاهراً في العموم ... إلخ.
(٢) أي: مفهوم الحصر.
(٣) وهو ضمير الفصل.
(٤) وقال الدواري: لا أعلم خلافاً في مفهومه إلا مع مَنْ نفى المفهوم جملة وهو قول ح. وفيه أن لأبي الحسين تفصيلاً قد أشرت إليه، وأنه حكى الخلاف في جمع الجوامع عن قوم.
(٥) لعلهما شرح ابن لقمان وشرح ابن حابس.