فصل: [في المفهوم]
  (أو) يكون لأجل (تقدير جهالة) أي: تقدير المتكلم جهالة السامع لحكم المنطوق، كأن يعتقد عدم وجوب الزكاة في السائمة؛ فيقول ÷: «في السائمة زكاة».
  (أو غير ذلك) المقدم ذكره (مما يقتضي تخصيص المذكور بالذكر) [لغير الحكم(١)] مثل: أن يكون المسكوتُ عنه أَوْلى بالحكم من المنطوق أو مُساوياً له فيه، فإنه قد يستغنى بظهور الأولوية والمساواة عن ذكره(٢)، كقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}[الإسراء: ٣١]؛ لأن تحريم قتل الأولاد حال أمان الفقر أولى منه حال خوفه؛ فيرجع حينئذٍ إلى مفهوم الموافقة.
  أوْ لِكون المذكور لِلتّعيِيْر، كما في قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ ...} الآية [النور: ٣٣]، بأن مَنْ ليس بأهل للعفة قد أرادها دون أهلها.
  أَوْ معهوداً(٣)؛ فيكون بمنزلة اللقب الذي يُحتاج إليه في التعريف؛ فلا يدل على نفي الحكم عما عداه، كلو اشتهرَ رجلٌ بالعالِمِ فقلت: جاءني العالِمُ.
  أَوْ لزيادة الامتنان، كقوله تعالى: {لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا}[النحل: ١٤]، فلا يؤخذ منه منع القديد(٤).
  أو للتفخيم، كحديث: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت ..» الخبر(٥)؛ فلا يؤخذ منه الحل لمن لا تؤمن بالله واليوم الآخر.
  أو لخوف من ظالم، أو لِمجرد المدح أو الذم، نحو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﷽.
(١) ما بين المعكوفين غير موجود في نسخة المؤلف.
(٢) أي: عن ذكر حكم المسكوت عنه.
(٣) مثل: أكرم لابس البياض.
(٤) وهو من اللحم: ما قطع طولاً ومُلِّح وجُفِّف في الهواء والشمس. تمت معجم وسيط
(٥) فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً. تمت حجازي