شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

فصل: [في المفهوم]

صفحة 27 - الجزء 2

  (أو) يكون لأجل (تقدير جهالة) أي: تقدير المتكلم جهالة السامع لحكم المنطوق، كأن يعتقد عدم وجوب الزكاة في السائمة؛ فيقول ÷: «في السائمة زكاة».

  (أو غير ذلك) المقدم ذكره (مما يقتضي تخصيص المذكور بالذكر) [لغير الحكم⁣(⁣١)] مثل: أن يكون المسكوتُ عنه أَوْلى بالحكم من المنطوق أو مُساوياً له فيه، فإنه قد يستغنى بظهور الأولوية والمساواة عن ذكره⁣(⁣٢)، كقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}⁣[الإسراء: ٣١]؛ لأن تحريم قتل الأولاد حال أمان الفقر أولى منه حال خوفه؛ فيرجع حينئذٍ إلى مفهوم الموافقة.

  أوْ لِكون المذكور لِلتّعيِيْر، كما في قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ ...} الآية [النور: ٣٣]، بأن مَنْ ليس بأهل للعفة قد أرادها دون أهلها.

  أَوْ معهوداً⁣(⁣٣)؛ فيكون بمنزلة اللقب الذي يُحتاج إليه في التعريف؛ فلا يدل على نفي الحكم عما عداه، كلو اشتهرَ رجلٌ بالعالِمِ فقلت: جاءني العالِمُ.

  أَوْ لزيادة الامتنان، كقوله تعالى: {لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا}⁣[النحل: ١٤]، فلا يؤخذ منه منع القديد⁣(⁣٤).

  أو للتفخيم، كحديث: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت ..» الخبر⁣(⁣٥)؛ فلا يؤخذ منه الحل لمن لا تؤمن بالله واليوم الآخر.

  أو لخوف من ظالم، أو لِمجرد المدح أو الذم، نحو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، .


(١) ما بين المعكوفين غير موجود في نسخة المؤلف.

(٢) أي: عن ذكر حكم المسكوت عنه.

(٣) مثل: أكرم لابس البياض.

(٤) وهو من اللحم: ما قطع طولاً ومُلِّح وجُفِّف في الهواء والشمس. تمت معجم وسيط

(٥) فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً. تمت حجازي