[أقسام الحقيقة]
  وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ...} الآية [النور: ٦٢].
  ولأن المؤمن لا يُخزى في الآخرة؛ بدليل قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}[التحريم: ٨]، والفاسقَ يُخزى؛ لقوله تعالى في المحاربين: {ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣}[المائدة]، والمعذب يُخزى؛ لقوله تعالى: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}[آل عمران: ١٩٢]، فثبت أن الفاسق مخزي، وكل مؤمن ليس بمخزي، وهو يستلزم(١) أن الفاسق ليس بمؤمن، وهو المطلوب.
  وما رُويَ عن علي # عن النبي ÷ أنه قال: «الإيمان معرفة القلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان».
  وما رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنه قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة(٢) من الإيمان»، وقد عدها في الأربعين النبوية للنووي، وعقد لها(٣) فيها(٤) فصلاً، وأكثرها أعمال.
  وما رواه أحمد والبخاري والنسائي عن ابن عباس عنه ÷ أنه قال: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن(٥)».
(١) لأن هذا من الضرب الأول من الشكل الثاني، وهو يرتد إلى الأول بعكس الكبرى، وهي هنا: كل مؤمن ليس بمخزي إلى قولنا: المخزي ليس بمؤمن، ينتج ما ذكره.
(٢) أي: خصلة.
(٣) أي: هذه الأحاديث.
(٤) أي: في الأربعين النووية.
(٥) يعني مع أن التصديق حاصل.