[تقسيم المجاز المفرد باعتبار العلاقة]
  من إشارة إلى المنعِم(١) كما ذكرنا، بخلاف: اتسعت اليد في البلد؛ لئلا يخل بانتقال الذهن من الملزوم إلى اللازم. وإذا استعملت في القدرة؛ لأن أكثر ما يَظهر سلطانُ القدرة(٢) في اليد، وبها تكون الأفعال الدالة على القدرة من البطش والضرب والقطع والأخذ ونحو ذلك(٣).
  قال الناصر #: اليد في كلام العرب يقال على ستة أوجه: أحدها الجارحة وجمعها أيدٍ، وبمعنى النعمة ويجمع على أيادٍ، وبمعنى القدرة، وبمعنى المِلْك، يقال: هذه الدار في يد فلان، أي: في ملكه وتصرفه، وبمعنى الأمر والسلطان، يقال: يد الأمير أَعْلى من يد الوزير، وله على الرعية يد، أي: طاعة، وبمعنى الصلة في الكلام والزيادة، كقولك: هذا ما جنته يداك، أي: جنيته أنت، وليست حقيقة إلا في الجارحة، انتهى.
  (و) تسمية الشيء باسم جزئه الذي له مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد بالكل، مثل: (العين)، وهي الجارحة المخصوصة المستعملة (للربيئة) وهي الشخص الرقيب والطليعة، والتاء(٤) للمبالغة. يقال: رَبَأْت القوم ربْأً: رقبتُهم، والجمع: الربايا.
  ولا يجوز إطلاق اليد والإصبع على الرقيب؛ لعدم مزيد الاختصاص،
(١) قال في الإيضاح: ويشترط أن يكون في الكلام إشارة إلى المولي لها؛ فلا يقال: اتسعت اليد في البلد أو اقتنيت يداً، كما يقال: اتسعت النعمة في البلد، أو اقتنيت نعمة.
قال اليعقوبي: وورد عليه أن الإشارة إلى المنعم إن كان لكونه قرينة لم يختص ذكر المنعم بكونه قرينة، وإن كان لشيء آخر فلا وجه له؛ لصحة أن يقال: عندي الأيادي التي لا يقام لها شكر من غير ذكر المنعِم، ويكون مجازاً قطعاً.
(٢) قوله: لأن أكثر ما يظهر سلطان القدرة في اليد: ما مصدرية، أي: لأن أكثر ظهور سلطان القدرة، أي: سلاطتها وتأثيرها، وقوله: في اليد، أي: باليد. دسوقي.
(٣) كالدفع والمنع.
(٤) أي: في الربيئة.