شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[تقسيم المجاز المفرد باعتبار العلاقة]

صفحة 50 - الجزء 2

  من إشارة إلى المنعِم⁣(⁣١) كما ذكرنا، بخلاف: اتسعت اليد في البلد؛ لئلا يخل بانتقال الذهن من الملزوم إلى اللازم. وإذا استعملت في القدرة؛ لأن أكثر ما يَظهر سلطانُ القدرة⁣(⁣٢) في اليد، وبها تكون الأفعال الدالة على القدرة من البطش والضرب والقطع والأخذ ونحو ذلك⁣(⁣٣).

  قال الناصر #: اليد في كلام العرب يقال على ستة أوجه: أحدها الجارحة وجمعها أيدٍ، وبمعنى النعمة ويجمع على أيادٍ، وبمعنى القدرة، وبمعنى المِلْك، يقال: هذه الدار في يد فلان، أي: في ملكه وتصرفه، وبمعنى الأمر والسلطان، يقال: يد الأمير أَعْلى من يد الوزير، وله على الرعية يد، أي: طاعة، وبمعنى الصلة في الكلام والزيادة، كقولك: هذا ما جنته يداك، أي: جنيته أنت، وليست حقيقة إلا في الجارحة، انتهى.

  (و) تسمية الشيء باسم جزئه الذي له مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد بالكل، مثل: (العين)، وهي الجارحة المخصوصة المستعملة (للربيئة) وهي الشخص الرقيب والطليعة، والتاء⁣(⁣٤) للمبالغة. يقال: رَبَأْت القوم ربْأً: رقبتُهم، والجمع: الربايا.

  ولا يجوز إطلاق اليد والإصبع على الرقيب؛ لعدم مزيد الاختصاص،


(١) قال في الإيضاح: ويشترط أن يكون في الكلام إشارة إلى المولي لها؛ فلا يقال: اتسعت اليد في البلد أو اقتنيت يداً، كما يقال: اتسعت النعمة في البلد، أو اقتنيت نعمة.

قال اليعقوبي: وورد عليه أن الإشارة إلى المنعم إن كان لكونه قرينة لم يختص ذكر المنعم بكونه قرينة، وإن كان لشيء آخر فلا وجه له؛ لصحة أن يقال: عندي الأيادي التي لا يقام لها شكر من غير ذكر المنعِم، ويكون مجازاً قطعاً.

(٢) قوله: لأن أكثر ما يظهر سلطان القدرة في اليد: ما مصدرية، أي: لأن أكثر ظهور سلطان القدرة، أي: سلاطتها وتأثيرها، وقوله: في اليد، أي: باليد. دسوقي.

(٣) كالدفع والمنع.

(٤) أي: في الربيئة.