[الفرق بين الحقيقة والمجاز]
  للدّاهية بنحو: الحادثة، أو لعذوبةٍ في المجاز، كالروضة للمقبرة، أو لتعظيمٍ أو تحقيرٍ، كالشمس للشريف، والكلب للخسيس.
  ولأنه يتوصل به إلى أنواع البديع: من السجع، نحو: حمار ثرثار(١)، والمطابقة(٢)، نحو: ضحك المشيب برأسه فبكى، والمشاكلة، نحو: كلما لج قلبي في هواها لجت في مقتي، والجناس، نحو: يحيا لدى يحيى بن عبدالله، والرُّوي نحو:
  عارضننا أُصُلاً فقلن الربرب(٣) ... حتى تَبَدَّى الأُقحُوان(٤) الأشنب
  بخلاف نحو: بليد ثرثار، وظهر المشيب، وازداد هواي، ويوجد لدى يحيى، وسنهنَّ الأبيض.
  ولِأنه لا يخل بالتفاهم؛ إذ يحمل مع القرينة عليه ودونها على الحقيقة، بخلاف المشترك، فإنه لا يفهم منه عند خفاء القرينة شيء بعينه. [ولأنه يكفي فيه قرينة، والمشترك يحتاج إلى تعددها بحسب معانيه المرادة.
  ولأن المجاز لا يستلزم نسخ المعنى الأول(٥) بخلاف النقل](٦).
[الفرق بين الحقيقة والمجاز]
  (ويَتميَّزُ المجاز من الحقيقة) والكناية بنصّ أهل اللغة كالمبرد وأبي عبيدة على أن هذا حقيقة أو مجاز أو كناية، أو على حدها(٧)، أو وجوب استعمال أحدها مع القرينة
(١) أي: عند وقوعهما فاصلتين بخلاف بليد ثرثار.
(٢) الجمع بين الضدين.
(٣) بقر الوحش.
(٤) بضم الهمزة والحاء من نبات الربيع له نور أبيض يشبهون الأسنان به.
(٥) وهو المعنى الحقيقي.
(٦) ما بين المعكوفتين: خدش في نسخة المؤلف.
(٧) كأن يقول: هذا اللفظ مستعمل في غير ما وضع له مع المصحح، أي: العلاقة، والصارف، أي: القرينة المانعة عن إرادة المعنى الحقيقي.