شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[المجمل]

صفحة 148 - الجزء 2

  قلب الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ولولا الإعلال لما كان مشتركاً بينهما؛ لوجوب كسر العين في اسم الفاعل وفتحها في اسم المفعول، ومنه⁣(⁣١) قوله تعالى: {وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ}⁣[البقرة ٢٨٢] لاحتمال الفاعل والمفعول⁣(⁣٢).

  أو إضمارٍ تقدَّمَه أمران يصلح لكل واحد منهما، كقوله ÷ فيما رواه الشيخان وغيرهما: «لا يمنع أحَدُكُم جارَه أن يضع خشبه في جداره»؛ لتردد ضمير «جداره» بين عوده إلى الجار أو إلى الأحد.

  وتردد الشافعي في المنع لذلك، والجديد المنع؛ لحديث خطبة الوداع: «لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس» رواه الحاكم.

  روي: «خشبة» بالإفراد منوناً، والأكثر بالجمع⁣(⁣٣) مضافاً.

  وكما يحكى عن ابن جريج أنه سئل عن علي # وأبي بكر أيهما أفضل؟ فقال: أقربهما إليه، فقيل: من هو؟ فقال: من بنته في بيته؛ فأجمل فيهما⁣(⁣٤).

  أو لوصف كذلك⁣(⁣٥)، نحو: «زيد طبيب ماهر»؛ لتردد «ماهر» بين عوده إلى «طبيب» فتلزم المهارة في الطب، وإلى «زيد» فيكون المعنى أنه طبيب وأنه ماهر⁣(⁣٦).

  أو لتخصيص بمجهول، سواء كان متصلاً مثل قوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُم


(١) عطف على قوله: «إما لإعلال» والمعنى وإما لإدغام مثل: ولا يضار ... الخ.

(٢) فالاحتمال بواسطة الإدغام.

(٣) أي: «خشبه».

(٤) أي: في ضمير «بنته» وضمير «بيته»، لكن يقال: تَقَدُّمُ قوله: «أقربهما إليه» قرينةٌ على أن المراد علي - كرم الله وجهه -، فلا إجمال، اللهم إلا أن يقال: لم يرد قرب النسب بل قرب المنزلة، أو المراد التمثيل من غير ملاحظة القرينة. سيلان.

(٥) أي: تقدمه أمران يصلح لكل واحد منهما.

(٦) قالوا: ومنه: «جاء غلام زيد الكاتب»، قلت: إن لم تعرب الصفة، أو أعربت وغفل المخاطب عن الإعراب رفعاً وجراً، وإلا فلا إجمال فيه. تأمل؛ لأنه كالمشترك حينئذ، وذلك ظاهر.

(*) فيجوز إذاً أن تكون المهارة في غير الطب.