شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[المبين]

صفحة 149 - الجزء 2

  بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}⁣[المائدة ١]، أو منفصلاً نحو أن يقول: «اقتلوا المشركين» ثم يقول: «لا تقتلوا بعضهم».

[المبين]

  (والمبين مقابله) أي: المجمل، فهو ما يفهم المراد به تفصيلاً.

  ويقع: ابتداء غير مسبوق بالإجمال، كالسماء والأرض⁣(⁣١)، والله بكل شيء عليم⁣(⁣٢)، إذا قيلت ابتداء.

  وقد يقع مسبوقاً بالإجمال؛ ولذا قال: (والبيان) من بان، إذا ظهر أو انفصل، يطلق على التبيين⁣(⁣٣)، كالسلام على التسليم، وعلى متعلقه⁣(⁣٤) وهو العلم، وعلى ما حصل⁣(⁣٥) به⁣(⁣٦)، وهو المراد (هنا)، فهو (ما يتبين به المراد بالخطاب المجمل) فخرج من ذلك البيان ابتداء بلا إشكال⁣(⁣٧).

  (و) اعلم أنه (يصح البيان) للمجمل بالعقل كالتخصيص، ذكره في الفصول، و (بكل من الأدلة) والأمارات (السمعية) وهي الكتاب والسنة المقالية والفعل والترك والتقرير والإجماع والقياس.

  أما الكتاب والسنة المقالية والإجماع فلا خلاف في صحة البيان بها، وكذا سائرها كالفعل إذا اقترن به ما يدل على الوجه الذي قصد منه؛ وذلك لبيان الصلاة والحج به، فإنه ÷ بيَّنهما به؛ لحديث الصحيحين: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، ولحديث النسائي: «يا أيها الناس، خذوا عني مناسككم،


(١) في المفرد.

(٢) في المركب.

(٣) وهو فعل المبين.

(٤) أي: ما يحصل به.

(٥) أي: التبيين.

(٦) أي: بالدليل.

(٧) يعني من غير تقدم إشكال، فهو بيان وليس ثمة إخراج من حيز الإشكال.