[الظاهر]
  من المال شيئاً، فدعاهما رسول الله ÷ فقالا: يا رسول الله، ولدها لا يركب فرساً، ولا يحمل كَلّاً(١)، ولا ينكي(٢) عدواً؛ فقال رسول الله ÷: «انصرفوا حتى أنظر ما يحدث الله لي فيهن» فانصرفوا؛ فأنزل الله تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} الآية [النساء ٧]، فبعث إليهما: لا تفرقا من مال أوس شيئاً، فإن الله قد جعل لهن نصيباً، ولم يُبَيِّن حتى يُبيَّن(٣)؛ فنزل: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}[النساء ١١]، فأعطى أم كحة الثمن، والبنات الثلثين، والباقي لابني العم.
[الظاهر والمؤول]
  ولما فرغ من بيان المجمل والمبين أخذ يبين الظاهر والمؤول فقال:
[الظاهر]
  (فصل: والظاهر) لغة: الواضح، يقال: ظهر الشيء ظهوراً، إذا وضح بعد خفائه، ومنه قيل: ظهر لي رأي، أي: علمت ما لم أكن علمته، وظهر الحمل؛ إذا تبين، ويقال: ظهرت عليه، أي: اطلعت، وظهرت على الحائط: علوته، ومنه: ظهر على عدوه؛ إذا غلبه.
  واصطلاحاً: (قد يطلق) تارة (على ما يقابل النص) فيكون قسيماً له؛ فهو: اللفظ السابق إلى الفهم منه معنى راجح مع احتماله لمعنى مرجوح لم يحمل عليه.
  (و) أخرى (على ما يقابل المجمل) وحقيقته حينئذ: ما يفهم المراد به تفصيلاً، فيكون النص قسماً منه؛ لأن ما يفهم المراد منه تفصيلاً قد يفيد معنى لا يحتمل سواه احتمالاً مرجوحاً وهو النص، وقد يفيد معنى مرجوحاً ولم يحمل عليه لقرينة.
  (وقد تقدما) يحتمل أن يعود الضمير إلى النص والمجمل، وأن يعود إلى
(١) بالفتح الثقل من كل ما يتكلف.
(٢) أي: لا يقتل ولا يجرح.
(٣) متصل بقوله: «لا تفرقا» أي: حتى يبين.