شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الاختلاف في جواز تعبد النبي ÷ بالاجتهاد فيما لا نص فيه]

صفحة 202 - الجزء 2

  وقال الشافعي وأبو يوسف وارتضاه ابن الحاجب - بوقوعه؛ لِما روي عنه ÷ من تحويله في قتلى خالد بن الوليد وإيجابه في كلٍّ نصف الدية.

  وما روي أن سعد بن الربيع⁣(⁣١) - وكان نقيباً من نقباء الأنصار - نشزت عليه زوجته حبيبة بنت زيد فلطمها، فانطلق بها أبوها إلى رسول الله ÷ فقال: أفرشته كريمتي فلطمها، فقال: «لتقتص منه»، فنزل قوله تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} الآية [النساء ٣٤]، فقال ÷: «أردنا أمراً وأراد الله أمراً، والذي أراد الله خير»، ورفع القصاص؛ ولذا قال الزهري: لا قصاص بين الرجل وزوجته فيما دون النفس، ولكن يجب العقل.

  وما روي أنه ÷ قال: «لقد هممت أن أنهى عن الغِيْلَة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم». قال العلماء: وسبب همه ÷ بالنهي عنها أنه يخاف منه ضرر الولد المرضَع، قالوا: والأطباء يقولون: إن ذلك اللبن داء، والعرب تكرهه.

  وهي هنا بكسر الغين، ويقال له الغَيْل - بفتح الغين وحذف الهاء -، والغِيال - بكسر الغين - كما ذكره مسلم في الرواية الأخيرة، قال مالك في الموطأ والأصمعي وغيره: هي أن يجامع امرأته وهي ترضع، يقال: أغال الرجل وأغيل، إذا فعل ذلك.

  وقال ابن السّكِّيت⁣(⁣٢): هي أن يفعل ذلك وهي حامل، يقال: غالت وأغْيَلَتْ⁣(⁣٣).


(١) هو سعد بن الربيع بن أبي زهير بن مالك بن امريء القيس بن مالك بن الاغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.

(٢) هو يعقوب بن إسحاق البغدادي النحوي شيخ العربية مؤلف كتاب إصلاح المنطق، حجة في العربية.

(٣) ولدها سقته الغيل فهو مُغِيل ومغِيل. قاموس.