شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الاختلاف في جواز الاجتهاد في عصر النبي ÷]

صفحة 205 - الجزء 2

  وسبي الذراري والنساء، فقال النبي ÷: «لقد حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبعة أرقعة⁣(⁣١)» - بكسر ميم «من» على أنها حرف جر، وإثبات تاء «سبعة» - كذا في سائر كتب الأصول.

  وفي كتب الحديث: «بحكم الملِك» - بكسر اللام، وروي بفتحها، وفي العضد: «بحكم مَن فوق سبعة» - بفتح «من» - على أنها موصولة.

  فحبسهم النبي ÷ في بيت واحد، وخدَّ لهم أخاديد في موضع سوق المدينة، وخرج بهم أرسالاً⁣(⁣٢)، يضرب أعناقهم ثم يلقون في الأخاديد، وترك منهم من لم ينبت، فممن ترك لعدم الإنبات عطية القرضي، جد محمد بن كعب⁣(⁣٣) المفسر، الذي قال النبي ÷ في حقه: «يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن درساً لم يدرسه أحد قبله، ولا يدرسه أحد بعده».

  قيل: وبغير إذنه، وهو ظاهر المتن؛ لِما أخرج مسلم عن أبي قتادة الأنصاري ثم السلمي قال: خرجت مع رسول الله ÷ عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة⁣(⁣٤)، قال: فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فاستدرت له حتى أتيت من ورائه فضربته على حبل عاتقه ضربة، فقطعت الدرع، قال: وأقبل علي فضمني ضمة وجدت معها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب، فقلت له: ما بال الناس؟ فقال: أمر الله، قال: ثم إن الناس رجعوا، وجلس رسول الله ÷ فقال: «من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه»، فقمت فقلت: من يشهد لي؟


(١) الرقيع السماء. تمت حابس

(٢) أي: جماعة بعد جماعة.

(٣) هو محمد بن كعب بن سليم أبو عبد الله القرضي المدني علامة محدث من كبار التابعين مات سنة سبع عشرة ومائة وقيل: عشرين ومائة. سير أعلام النبلاء.

(٤) جال القوم جولة انكشفوا ثم كروا. قاموس.