شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الاختلاف فيمن يقلد عند اختلاف المجتهدين مع التفاوت في الأفضلية]

صفحة 230 - الجزء 2

  وسمي المجتهدون بأهل الحل والعقد لأن المجتهد يعقد باجتهاده الأحكام - أي: يصححها - من العبادات والمعاملات وسائر الإنشاءات ونحو ذلك بالحجج الصريحة، والقياسات الصحيحة، والتأويل للمتشابهات، وينقض ما خالف ذلك بأن يحكم بفساده وتحريمه.

  فهم (أولى من غيرهم)؛ إذ هم الجماعة المشار إليها بآيات المودة⁣(⁣١)، والاصطفاء⁣(⁣٢)، والتطهير⁣(⁣٣)، والمباهلة،⁣(⁣٤) والإطعام⁣(⁣٥)، ووقاية شر يوم⁣(⁣٦) الفصل، والسؤال⁣(⁣٧)، والترحم⁣(⁣٨)، والاعتصام⁣(⁣٩)، والتسليم⁣(⁣١٠)، ونحوها.

  وبالأخبار المنقولة بالتواتر والمتلقاة بالقبول ما لا يسعه هذا المسطور لكثرته، وبنحو: «يد الله مع الجماعة، من فارق الجماعة قيد شبر ...» الخبر، الطاهرة بالتقوى، المطهرة عن الخطأ والباطل؛ إذ لا يجمعون على معصية، المعصومة، السفينة الناجية المرحومة، ولقولهم بالعدل والتوحيد، وتنزههم عن الجبر والتشبيه وما يلزم منه؛ لاستناد جل مذهبهم إلى آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة.

  وشرع الصلاة عليهم في التشهد وغيره عند الزيدية والشافعية وأصح الروايتين عن أبي حنيفة ولذا قيل⁣(⁣١١):


(١) {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ ..} إلخ [الشورى: ٢٣].

(٢) {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ..} إلخ [آل عمران: ٣٣].

(٣) {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ..} الآية [الأحزاب: ٣٣].

(٤) {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ ...} الآية [آل عمران: ٦١].

(٥) {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ...} الآية [الإنسان: ٨].

(٦) {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ ...} الآية [الإنسان: ١١]

(٧) {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ...} الآية [النحل: ٤٣].

(٨) {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ...} الآية [هود: ٧٣].

(٩) {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ١٠٣].

(١٠) {سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ ١٣٠}⁣[الصافات].

(١١) محمد بن إبراهيم الوزير ¥.