[الأدلة الشرعية]
  برؤيته(١) أو رؤية غيره(٢)، وأكده خبر الأعرابي.
  وأيضاً فإن صدق المجهول وكذبه مستويان فيه(٣)، فلم يكن صدقه ظاهراً.
  وقياسُه(٤) لقبوله في الرواية على قبوله في الإخبار بكون اللحم مذكى، وبِرِقِّ جاريته التي يبيعها، ونحوهما(٥) - غيرُ صحيح؛ لاشتراط عدم الفسق في محل النزاع(٦)، وما ذكروه مقبول مع الفسق اتفاقاً، على أن الرواية أعلى مرتبة من هذه الأمور الجزئية؛ لأنها تثبت شرعًا عامًّا(٧)، فلا يلزم من القبول هنا القبول هناك(٨).
  وأما وقت الأداء فالتكليف والعدالة معتبران.
  (والضبط) من الراوي، أي: قوة الحفظ بحيث لا يزول لفظ ما سمعه ومعناه عن خاطره، أو معناه فقط على القول بجوازها(٩) بالمعنى؛ وذلك لتحصيل الظن الذي هو شرط العمل، فلو كان سهوه أكثر من ضبطه أو مساوياً له لم يحصل. وهذا فيمن لم يعلم حاله فيما روى، وأما ما علم ضبطه أو سهوه فيه عمل عليه مطلقاً، كأبي هريرة(١٠)، ووابصة بن معبد الأسدي(١١)، ومعقل بن سنان(١٢)، كذا قيل.
(١) أي: النبيء ÷.
(٢) أي: غير النبيء ÷.
(٣) أي: في الظاهر.
(٤) أي: أبي حنيفة.
(٥) كإخباره بكون الماء طاهرا أو نجسا. مختصر المنتهى وشرحه للعضد.
(٦) وهو قبول رواية المجهول.
(٧) أي: لأن الرواية تثبت شرعا عاما غير متعلق بالراوي، بخلاف ما ذكروا.
(٨) أي: في قوله: «ولا يقبل مجهول العدالة. في نسخة: فلا يلزم من القبول هناك القبول هنا.
(٩) أي: الرواية.
(١٠) في عبارة المؤلف | إجمال لم يتضح ولم يتبين، فقد أجمل في عده من ذكر هل هم ممن علم ضبطهم، أو ممن علم نسيانهم. ذكر في لوامع الأنوار لسيدي المولى مجد الدين المؤيدي | ما لفظه: أبو هريرة الدوسي اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا لم يختلف في اسم أحد مثله. أكثر الصحابة رواية على الإطلاق، ضربه عمر بالدرة، وفي إملاء أبي جعفر النقيب عن علي #: (لا أجد أحدا أكذب على رسول الله ÷ من هذا الدوسي)، لحق بمعاوية ودخل الكوفة وأساء القول في أمير المؤمنين. بتصرف من اللوامع ط ٣/ ٣/٢٨٧.
(١١) وابِصَة - بكسر الموحدة - ابن معبد الأسدي أبو شداد، وفد سنة تسع، أخرج له محمد بن منصور والمرشد بالله والأربعة إلا النسائي. لوامع الأنوار ط ٣/ ٣/٢٦١.
(١٢) معقل بن سنان بن مطرح شهد فتح مكة مع النبيء ÷ وكان حامل لواء قومه يومئذ، سكن الكوفة ثم تحول إلى المدينة وقدم دمشق على يزيد بن معاوية ثم رجع إلى المدينة ساخطا على يزيد وخلعه، وكان من أهل الحرة، وقتل يومئذ، وذلك في آخر سنة ثلاث وستين قتله مسلم بن عقبة المري - الذي يقال له مسرف بن عقبة - صبرًا، روى له الأربعة.