[حدوث حركات النجوم]
  لسكونها أولاً وآخراً فقد انقطعا، [فقد] صح حدوث السكون، وإذا صح حدوثه فقد صح حدث الطينة، إذ لم [تسبقه](١) ولم توجد إلا بوجوده.
  وكذلك إن سأل عن الدليل على حدث ما مضى من حركات السحاب والبرق والرياح والأنهار، والنجوم والجمادات من الأشجار؟
  فالدليل على حدوث ذلك أنا نراه لا يكثر إلا بعد قلته، ولا يزيد إلا بعد نقصانه، فإذا نظرنا في ذلك علمنا أن ما مضى من الحركات لا يحصى، وأنه كائن بعد حدوثه عدماً، وما صح حدوثه وصح عدم جميعه فقد تناهى، لأنه على حالين متناهيين محدثين، وهما الحدوث والفناء، والحركات لن تنفك منهما.
  فإن ادعى أن قبل الحركات سكوناً قديماً؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أليس تعلم أن السكون قد انقطع آخره وأوله بعد حدوثهما، وبطلان جميع دهورهما، فهذا دليل على حدوث جملة جميع الحركة والسكون.
[حدوث حركات النجوم]
  وقد زعم بعض الملحدين أن الفلك مدبِّر قديم، وأنه لا أول لحركته ولا غاية، ولا بدء لها ولا نهاية، وأن النجوم لم تزل تحرك ولا تفتر وتطير، وتضمر أبداً، وتدبر.
  وسنبين من فساد قولهم إن شاء الله تعالى ما فيه مقنع لذوي الألباب، ودلالة شافية على الله رب الأرباب، فاسمعوا رحمكم الله بقلوب سوية، وألطفوا النظر فيما نقول بعقول جلية.
(١) لم تتضح في المخطوط ولعلها كما أثبتنا.