مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الأدلة على تباين المحدثات]

صفحة 121 - الجزء 1

  وتصرف أحوالها دليل على مصرّفها؛ لأنا لما وجدنا السماء قد خصت بالسمو والارتفاع فخصت⁣(⁣١) الأرض بالهبوط والاتضاع علمنا أن [خالقاً]⁣(⁣٢) خالف بينهما ودل بذلك على حدوثهما⁣(⁣٣)، ومما يدل أيضاً على حدوث الأرض؛ إذ هي أقربهما إلينا، وأيسرهما مشاهدة علينا، أنا لما نظرنا إليها⁣(⁣٤)، وما أظهر الله من الدلائل⁣(⁣٥) عليها فوجدناها على ضربين مختلفين وهما الكبر والصغر، فما الذي جعل بعضها كبيراً وجعل منها شيئاً صغيراً حتى خالف بينهما؟ وما الخصيصة⁣(⁣٦) التي فضلت أحدهما بالكبر، وخصت أحدهما بالقلة والصغر، أو لست تعلم أن الخصائص تدل على المختص بها؟!

  ودليل آخر⁣(⁣٧): لما نظرنا اختلاف سهولها وجبالها، وتضاد أحوالها وألوانها دل ذلك على صانعها وجاعلها، إذ التفضيل لبعضها على بعض دل على المفضل بينها.

  ودليل آخر: أنا نظرنا⁣(⁣٨) إلى افتراقها واجتماعها، فوجدنا منها ما هو ملتحم⁣(⁣٩) مجتمع، ومنها ما هو مفترق منقطع، علمنا⁣(⁣١٠) أن له مفرقاً جامعاً


(١) في (ب): وخصت.

(٢) في (أ) مختصاً، وما بين المعكوفين من (ب)، وهو الصواب.

(٣) في (ب): على حدثهما.

(٤) في (ب): أنا لما نظرنا إليهما.

(٥) في (ب): ما أظهر الله من الدلالات.

(٦) والحكمة التي فصلت.

(٧) في (ب): وأنا لما نظرنا.

(٨) (أنا نظرنا) ساقط من (ب).

(٩) في (ب): ملتئم، وهو الصواب.

(١٠) في (ب): منقطع عليها.