[الأدلة على تباين المحدثات]
  وتصرف أحوالها دليل على مصرّفها؛ لأنا لما وجدنا السماء قد خصت بالسمو والارتفاع فخصت(١) الأرض بالهبوط والاتضاع علمنا أن [خالقاً](٢) خالف بينهما ودل بذلك على حدوثهما(٣)، ومما يدل أيضاً على حدوث الأرض؛ إذ هي أقربهما إلينا، وأيسرهما مشاهدة علينا، أنا لما نظرنا إليها(٤)، وما أظهر الله من الدلائل(٥) عليها فوجدناها على ضربين مختلفين وهما الكبر والصغر، فما الذي جعل بعضها كبيراً وجعل منها شيئاً صغيراً حتى خالف بينهما؟ وما الخصيصة(٦) التي فضلت أحدهما بالكبر، وخصت أحدهما بالقلة والصغر، أو لست تعلم أن الخصائص تدل على المختص بها؟!
  ودليل آخر(٧): لما نظرنا اختلاف سهولها وجبالها، وتضاد أحوالها وألوانها دل ذلك على صانعها وجاعلها، إذ التفضيل لبعضها على بعض دل على المفضل بينها.
  ودليل آخر: أنا نظرنا(٨) إلى افتراقها واجتماعها، فوجدنا منها ما هو ملتحم(٩) مجتمع، ومنها ما هو مفترق منقطع، علمنا(١٠) أن له مفرقاً جامعاً
(١) في (ب): وخصت.
(٢) في (أ) مختصاً، وما بين المعكوفين من (ب)، وهو الصواب.
(٣) في (ب): على حدثهما.
(٤) في (ب): أنا لما نظرنا إليهما.
(٥) في (ب): ما أظهر الله من الدلالات.
(٦) والحكمة التي فصلت.
(٧) في (ب): وأنا لما نظرنا.
(٨) (أنا نظرنا) ساقط من (ب).
(٩) في (ب): ملتئم، وهو الصواب.
(١٠) في (ب): منقطع عليها.