مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الدليل على حدوث الأصول المتناسلة وفروعها المختلفة]

صفحة 122 - الجزء 1

  ومفتطراً خالقاً صانعاً، وإلا فما⁣(⁣١) جعل المفترق مفترقاً؟ دون أن يكون ملتئماً ملتزقاً، وما خص أحدهما بالتباين والافتراق، وخص الآخر بالملاءمة والالتزاق.

  ومما يدل على حدث الجسم الواحد في ذاته: أنه متغاير مختلف في جميع صفاته؛ لأن حركة الشيء غير سكونه، ورائحته أبداً غير لونه، وصفاته غير عينه، فلا بد من صانع ألّف بين المختلفات بلطفه، وإلا فما الذي خالف بين الموصوف ووصفه.

[الدليل على حدوث الأصول المتناسلة وفروعها المختلفة]

  وسألت⁣(⁣٢) عن الدليل على حدث أصول المتناسلة وفروعها، وبيان الصنع في عللها وطبائعها.

  والجواب في ذلك⁣(⁣٣): أن الدليل على حدث أصولها وفروعها، أن الحكمة لازمة لجميعها؛ لأن كل طبيعة من طبائعها قد جُعلت لمصلحة من مصالحها كلما أصلحت الأجساد بآلات جوارحها، فكل طبيعة من هذه الطبائع لا تشبه الأخرى، ولولا اختلافها على الحيوانات لهلكت، ولما تناسلت ولا كثرت؛ [لأن]⁣(⁣٤) الحيوانات في بدء نشأتها ركبت على ضعف بنيتها؛ لتعلم⁣(⁣٥) بفاقتها


(١) في (ب): وإلا فما الذي جعل المفترق.

(٢) في (ب): مسألة وسألت.

(٣) في (ب): والجواب أن الدليل.

(٤) في (أ): لا، والصحيح: (لأن) مثبتة من (ب).

(٥) في (ب): لتعلم، وفي (أ): ليعلم.