كتاب الطبائع
  فمنهم من فعل جميع الشرور، وركب أنواع [الظُّلَمِ](١) والفجور، وقتل الأنبياء المرسلين، والأئمة الطاهرين، وأتباعهم الأخيار المؤمنين.
  ومنهم من خذل المرسلين، وأعان بخذلانه لهم القاتلين، ومنهم من كثَّر بداره ديار الفاسقين، وكثَّر جمايع الظالمين، وعمّر أسواق الجائرين، ومنهم من ظلم نفسه وأغواها، واختار الهلكة فأرداها، ثم يطمع أن يخلف اللّه وعده، ويظلم بإخلاف الوعيد نفسه.
  والحكيم لا يظلم نفسه بالمحال، وإخلاف صدقه في المقال، للكفرة الفجرة الضلال، العصاة للواحد الرحمن، العظيم المتفضل المنان، ذي العزة والكرم والإحسان، والقدرة والمحال والسلطان، والحكمة والجلال والبرهان، واللطف والبر والإيمان، من لا يعذب أولياءه، ولا يظلم في الحكم أعداءه، ولا يأخذ أحداً بغير كسبه، ولا يعذبه إلا بذنبه، ولا يعذب بصغائر(٢) الذنوب، ولا تخفى عليه خواطر الغيوب(٣)، ولا تُحجب عنه خفيات الغيوب، وصلي اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم.
(١) في (أ): الظلمة، والصحيح ما بين المعكوفين من (ب).
(٢) في (ب): ولا يعذب على صغائر الذنوب.
(٣) في (ب): ولا يخفى عليه خواطر القلوب، ولعله الأصح.