مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على الله ø

صفحة 148 - الجزء 1

[إبطال العلة في حدوث الإنسان]

  ودليل آخر: لو حدث لعلة لم تخل تلك العلة من أحد وجهين:

  [١] إما أن تكون جسماً.

  [٢] وإما أن تكون عرضاً.

  فإن كانت جسماً فالجسم محدَث ضعيف عاجز، وإن كانت العلة⁣(⁣١) عرضاً فالعرض أعجز من الجسم، لأنه لا يوجد إلا بوجود الجسم، ولا يقوم إلا بقوام [الجرم]⁣(⁣٢)، وما لم ينفك من الجسم ولم يكن قبله، فهو بغير شك في الحدوث مثله، وذلك أن الجسم لا يخلو من أحد وجهين: إما أن يكون ساكناً. وإما أن يكون متحركاً، وأي المعنيين كان فيه فهو يدل على حدثه، لأنه كان⁣(⁣٣) ساكناً فسكونه على ضربين:

  [١] سكون ماض.

  [٢] وسكون مستقبل.

  فالسكون الماضي يدل على مبتدئه، والسكون المستقبل فقد ناهاه، لأن ما مضى من السكون له آخر، وما كان له آخر فله أول، ويستحيل آخر بلا أول، لأن آخر السكون هو أقل قليل الأوقات، وما مضى منه فهو أوله الكثير.

  وذلك السكون الماضي الذي هو بزعمهم قديم لا يخلو من أن يكون عدم كله [أو] لم يعدم⁣(⁣٤).


(١) في (ب): وإن كانت عرضاً فالعرض أعجز.

(٢) في (أ): الحزم. وما بين المعكوفين مثبت من (ب)، وهي الصواب.

(٣) لا بد من كلمة إن لاستقامة المعنى فأثبتوها من (ب). لأنه وإن كان ساكناً.

(٤) في (ب): تعدم.