مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته

صفحة 150 - الجزء 1

  وكل ذلك قد مضى، وتضمنه العدم والفناء، وما صحت نهايته وعدم أوله وآخره فله أول معدوم، وما كان له أول فهو محدَث، وإذا صح سكون الجبل فالجبل محدَث، إذ لم يسبق سكونه بزعمهم.

  ودليل آخر: إذا صح أن لسكون الجبل أولا قد عدم، لم يخل ذلك السكون الأول من أن يكون قليلاً أو كثيراً، فإن كان قليلاً فأقل السكون بعض ساعة، وإن كان كثيراً فالكثير من السكون لا يكثر إلا بعد قلته، ولا يزيد إلا بعد نقصانه، ولا يوجد إلا بعد عدمه، ولا يوجد آخره إلا بعد عدم أوله، وأوله أقل القليل.

  ودليل آخر: إذا كان الكثير من سكون الجبل لا يوجد إلا بعد عدم، فالقليل أحرى بأن لا يوجد إلا بعد العدم، وإذا عدم جميع ما مضى منه فالعدم قد وقع على الكل، والفناء قد تضمنه وحوى أوله قبل أن يحوي آخره، وإذا حوى الآخر الكثير، لم يكن ذلك إلا بعد أن مضى على الأول اليسير.

  ودليل آخر: إذا قلت لا أول لسكون الجبل، سألناك: هل له آخر؟

  فإن قلت: ليس له آخر، جحدت الجميع.

  وإن قلت: بل له آخر بلا أول. سألناك: هل قبل الآخر سكون أم لا؟

  فإن قلت: ليس قبله سكون أوجبت حدثه.

  وإن قلت: قبله سكون. سألناك: أهو موجود أو معدوم؟

  فإن قلت: موجود، أَحَلْتَ، لأنك لا تجد سكونه ألوف سنين في ساعة واحدة.

  وإن قلت: بل هو معدوم أوجبت عدم الجميع.