كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته
  فإن قلت: لم يعدم أَحَلْتَ.
  وإن قلت: بل عدم بعضه أحلت، لأن الحركة لا يوجد منها شيء بعد السكون.
  وإن قلت: بل عدم الكثير كله، ففي قولك: عدم الكل ما كفى، وللكل أبعاض لم يوجد آخر منها إلا بعد وجود أول، ولا وجد(١) كثير منها إلا بعد وجود قليل.
  ودليل آخر: إذا قلت(٢): إن قبل [كل حركة] سكوناً وقبل كل سكون حركة إلى ما لا نهاية له، سألناك: هل تعني بقولك: لا نهاية له، كل ما مضى وعدم منهما، أم تريد بعض ذلك، أم لا تريد أيهما؟ فلا تجد مخرجا مما ذكرنا.
  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~: إذا لم يكن الجسم كائناً ما كان من الأشياء، لم ينفك من هذين الحالين، فهو محدث بأبين البيان، وإذا كانت الأعراض لا توجد إلا في الأجسام، وكان محالاً أن يكون قبلها(٣)، فسبيلها في الحدث سبيلها، لأنا نفينا أن تكون علة كون الإنسان(٤) وغيره من الحيوان جسماً أو عرضاً(٥)، لأنهما محدثان(٦)، فلما بطل أن تكون علة كون الإنسان وغيره من الحيوان جسماً أو عرضاً أو عدماً، صح أن له صانعاً قديماً، وهو الله رب العالمين.
(١) في (ب): ولا يوجد كثير منها.
(٢) في (ب): فإن قلت.
(٣) في (ب): محالاً أن يوجد قبلها.
(٤) في (ب): علة كون الأشياء.
(٥) في (ب): جسماً ولا عرضاً.
(٦) في (ب): لأنها محدثات.