مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته

صفحة 173 - الجزء 1

  قيل له: أتعني بقولك: لا نهاية له، كل ما هو الآن موجود، أو كل ما هو الآن معدوم، أو ما بعضه معدوم وبعضه موجود، فلا تجد مخرجاً إلا أن تقول: لم أعن شيئاً، فيبطل جميع الأشياء، أو تقول: عنيت بالعدم بعض المعدوم، فينقض قوله، لأنه إذا أوجب العدم على قِسمٍ ثم قال: عنيت بعضه، فقد نقض قوله، لأنه لا فضل لبعض المعدوم على بعض، إذ كله معدوم، وكذلك إن عنى بالوجود بعض الموجود فقد نقض قوله، لأن الوجود وجود كله، والعدم عدم كله، وأينما ذهب لم يجد مذهباً، ما يذهب إليه نهاية للأشياء.

  ودليل آخر: إن هذه الأرباب المخلوقة التي زعمت محدثة، وإذا كانت محدثة فيستحيل قولك: خَلَقَت أمثالها، لأن المخلوق لا يقدر على خلق مثله، ويستحيل أن تكون الأجسام من فعله.