باب الرد على الدهرية
باب الرد على الدهرية
  قال المهدي لدين الله الحسين بن الإمام القاسم بن علي ~: إن سأل سائل فقال: ما الدليل على صنعة الله في الإنسان(١)؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على ذلك قول الله سبحانه: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ١٢ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ١٣ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ١٤}[المؤمنون: ١٢ - ١٤]. فأخبرنا سبحانه عما لا ننكره لما شاهدنا من ذلك بأبين البيان وأيقن اليقين(٢) محدثاً لا يخفى، بَيِّناً نوره لا يُطفى.
  فإن قال: وما أنكرت من أن تكون هذه الأشياء قديمة العين حديثة الأحوال بالقوة الهيولية(٣)، وهي الأصلية في لغتنا؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك أشد الإنكار، وذلك أن القديم لا يكون محدثاً كما لا يكون المحدث قديماً، وقولك: قديم نقضُه بيِّنٌ إذا قلت: ثم حدث
(١) في (ب): إن سأل سائل فقال: ما الدليل على حدوث الأشياء وأن لها صانعاً، وما الدليل على صنعه؟
(٢) في (ب): الإيقان.
(٣) في (ب): الهيولية، وهي الأصح.