مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 202 - الجزء 1

  لا توجد منفردة⁣(⁣١) بذواتها، [ولو كانت] موجودة بأعيانها، لاستحال ذلك ولما أمكن⁣(⁣٢)، إذ المفرِّق الجامع لا يكون إلا حيّاً⁣(⁣٣).

  ودليل آخر:

  أنَّ الفاعل لا يكون إلا موجوداً قبل المفعول، وقد وجدنا هذه الطبائع بوجود⁣(⁣٤) المحدث، فعلمنا أن حال المحدثات سواء، إذ وجدن في حال واحد، وَعَدمنَ في حال واحد، لأن الطبيعة لا توجد قبل الجسم، والجسم لا يوجد قبل الطبيعة، والطبيعة فإنما هي عرض⁣(⁣٥)، والأعراض على وجهين:

  فمنها: أعراض حادثة⁣(⁣٦) بعد حدوث الجسم.

  ومنها: أعراض حدثت⁣(⁣٧) مع الجسم لم تسبقه ولم يسبقها.

  والأعراض فلا تسبق الأجسام أصلا، ولا تنفصل بأعيانها أبداً.

  فأما الأعراض التي حدثت مع الجسم فمثل الطبائع الأربع: الحر والبرد واليبس والرطوبة، ومثل الاجتماع والطول والعرض والحركة والسكون وكذلك⁣(⁣٨)، لأنه قد يستحيل أن يوجد جسم ليس برطب ولا يابس، وكذلك يستحيل أن يوجد جسم ليس بمتحرك ولا ساكن، ويستحيل أن يوجد جسم ليس بحار ولا بارد، فمن هاهنا قلنا: إن هذه الطبائع أصلية لم تحدث بعد


(١) في (ب): منفردة بذواتها ولو كانت منفردة بذواتها ... إلخ.

(٢) في (ب): لما أمكن أبداً.

(٣) في (أ): جزءاً. والصحيح ما أثبتناه من (ب): إلا حياً.

(٤) في (ب): مع وجود.

(٥) في (ب): إنما هي أعراض.

(٦) في (ب): حدثت.

(٧) في (ب): زيادة: حدثت.

(٨) في (ب): كذلك، ساقط.