باب الرد على أصحاب الطبع
  لا تنفك من هذه الطبائع الأربع وقضينا(١) عليها بأنها دبرتها، [والجواب: أنه يلزمهم أن يقولوا مثل ذلك في الألوان](٢) إذ لم تنفك(٣) الأول من الحمرة والخضرة والبياض والصفرة وغير ذلك فلو وجب أن يكون ما ادعيتم لكان أيضاً ذلك في القياس على ما ذكرتم.
  ودليل آخر:
  أنّا شاهدنا هذه الطبائع في الأجسام بعد(٤) إكمال الله لها غير فاعلة فعلاً مما(٥) ادعيتم.
  ودليل آخر:
  أنّا وجدنا في الصور التأليف والتركيب، وآثار صنع الحكيم المؤلِّف المركِّب(٦)، ومحال أن تكون العلل مؤلِّفة أو مركِّبة أو حكيمة عالمة، إذ هي عن ذلك محجوبة، لا إحسان لها، ولا إساءة ولا عقول لها تقي بها أنفسها، فكيف تدبر غيرها(٧)؟!
  ودليل آخر:
  أنَّ هذه الطبائع لا تخلو من أحد وجهين عند اجتماعها:
  إما أن تكون جمعت أنفسها(٨).
  وإما أن تكون مجموعة بأمر صانعها.
  فإن قلت: إنها جمعت بين أنفسها، فكيف تجمع بين أنفسها وهي أعراض
(١) في (ب): فقضينا.
(٢) ما بين المعكوفين استحسنه السيد العلامة بدر الدين الحوثي حفظه الله.
(٣) في (ب): إذ لم تنفك منها قيل له ولا قوة إلا بالله: وكذلك أيضاً قد وجدناها لا تنفك من الألوان من الحمرة والخضرة والبياض والصفرة وغير ذلك ... إلخ.
(٤) في (ب): بعدل كمال الله.
(٥) في (أ): فما. والصحيح: ما أثبتناه من (ب).
(٦) في (ب): والمركب.
(٧) في (ب): فكيف بتدبير غيرها.
(٨) في (ب): إما أن يكون جمعت بين أنفسها.