مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 206 - الجزء 1

  فيهما، وفساد قول من زعم أنها قديمة الحركات إلى ما لا نهاية له.

  والوجه الثالث: أنها في أنفسها مخلوقة أبان الله صنعه في إيجاده إياها.

  فإن قال: - وهو قائل لا شك - وما دلك على أنها مخلوقة؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: دلنا على ذلك إبانة صنعه فيها.

  فإن قال: وما إبانة صنعه فيها؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: وجوه شتى:

  أول ذلك تصويرها وإحكامها وتقديرها، ولا بد لكل صورة من مصوِّر، ولكل تقدير من مقدَّر، ولكل تدبير من مدبِّر.

  ودليل آخر: أنها لو كانت قديمة لما كانت في أوصافها مختلفة، فلما وجدناها مختلفة الأنواع علمنا أن لها مدبِّراً خالف بينها، وفصل بعض هيئاتها، وخالف بين صفاتها.

  ودليل آخر: أن في العالم آثار حكمة الصانع العالم، والحركات ليست بعالمة [ولا هي] حكيمة مدبرة⁣(⁣١)، ولا هي بحية مقدِّرة، لأنها علل متعلقة بأجسام النجوم غير متلاحقة، لا تعدو مواضعها من معلولاتها.

  ودليل آخر: على فساد قولهم: أن حركات النجوم ليس لها أول [عندهم]، وسنبين إن شاء الله فساد قولهم، وذلك أن ما⁣(⁣٢) قد مضى من حركاتها لا يحصى لكثرتها في طلوعها وأفولها وإقبالها⁣(⁣٣) وإدبارها، وما مضى فقد وقع


(١) في (ب): ولا هي لمدبرة حكيمة.

(٢) في (ب): وذلك ما قد مضى.

(٣) في (ب): إقبالها، ساقط.