مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على من أنكر قول آل محمد À في أن الله شيء لا كالأشياء

صفحة 231 - الجزء 1

  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن علمه وقدرته صفتان من صفات ذاته، هما الذات والذات هما، وهو العالم بنفسه، القادر بنفسه، الحي بنفسه، لا بحياة سواه، ولا علم [ولا قدرة غيره]⁣(⁣١).

  [مسألة]⁣(⁣٢) فإن قال: ربكم مريد؟

  قيل له: نعم.

  فإن قال: وما إرادته؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: فعله للشيء فقط⁣(⁣٣).

  مسألة فإن قال: ربكم يقدر أن يريد أو يريد أن يقدر؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه مسألة مغالطة، منها ما يصح ومنها ما يفسد.

  فأما الصحيح فقولك: يقدر أن يريد، لأن الإرادة فعله وهو لعمري قادر على الأفعال.

  وأما الفاسد المحال فقولك: يريد أن يقدر، فكأنك قلت يفعل القدرة وهو لم يزل قادراً، فجعلت القدرة من المفعولات فقد [فسد القول]⁣(⁣٤) واستحال.

  مسألة فإن قال: ربكم يعلم أن يقدر أو يقدر أن يعلم؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: ربنا يعلم أنه يقدر، وأما قولك: يقدر أن يعلم ففاسد


(١) في (ب): ما بين المعكوفين زيادة من (أ).

(٢) في (ب): ما بين المعكوفين ساقط في (ب).

(٣) أي غاية الشيء لا مبتدأه وهذه عبارة دقيقة في التفريق بين فعل الإنسان المقترن بالجوارح والأعراض وفعل الخالق ø المتنزه عن ذلك فإرادته جل شأنه هي فعله وخلقه.

(٤) ما بين المعكوفين زيادة من (ب).