باب الرد على من أنكر قول آل محمد À في أن الله شيء لا كالأشياء
  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن علمه وقدرته صفتان من صفات ذاته، هما الذات والذات هما، وهو العالم بنفسه، القادر بنفسه، الحي بنفسه، لا بحياة سواه، ولا علم [ولا قدرة غيره](١).
  [مسألة](٢) فإن قال: ربكم مريد؟
  قيل له: نعم.
  فإن قال: وما إرادته؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: فعله للشيء فقط(٣).
  مسألة فإن قال: ربكم يقدر أن يريد أو يريد أن يقدر؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه مسألة مغالطة، منها ما يصح ومنها ما يفسد.
  فأما الصحيح فقولك: يقدر أن يريد، لأن الإرادة فعله وهو لعمري قادر على الأفعال.
  وأما الفاسد المحال فقولك: يريد أن يقدر، فكأنك قلت يفعل القدرة وهو لم يزل قادراً، فجعلت القدرة من المفعولات فقد [فسد القول](٤) واستحال.
  مسألة فإن قال: ربكم يعلم أن يقدر أو يقدر أن يعلم؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: ربنا يعلم أنه يقدر، وأما قولك: يقدر أن يعلم ففاسد
(١) في (ب): ما بين المعكوفين زيادة من (أ).
(٢) في (ب): ما بين المعكوفين ساقط في (ب).
(٣) أي غاية الشيء لا مبتدأه وهذه عبارة دقيقة في التفريق بين فعل الإنسان المقترن بالجوارح والأعراض وفعل الخالق ø المتنزه عن ذلك فإرادته جل شأنه هي فعله وخلقه.
(٤) ما بين المعكوفين زيادة من (ب).