مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 241 - الجزء 1

  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن الله سبحانه خلق الخلق لإظهار حكمته.

  مسألة فإن قال: فَلِمَ أظهر الله حكمته؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن إظهار الحكمة حسن، وإظهار الحسن خير من تركه.

  مسألة فإن قال: فلم كلَّفهم؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لإظهار الحسن من فعلهم، لأن الصبر على الكلفة حسن يستوجبون عليه الثواب، لأن التعبد داعٍ إلى الحكمة زاجر عن الجهل، وكلما دعا إلى الحكمة والرشاد، وزجر عن الغي والفساد، ففيه مصلحة لجميع العباد، مع ما في الصبر على المحن التي امتحن الله بها جميع المكلفين من المصلحة لجميع العالمين، والغبطة بما وعد الله من الثواب، والسرور بالنجاة من أليم العقاب، لأن الثواب بعد المحنة أكمل وأعظم للنعمة، وإنما ابتدأ الله الخلق بدار المحنة لإظهار فضلهم، ولعظيم سرورهم بالنجاة بعد خوفهم، وأيضا فإن طول المحن والتجارب، أفضل من الغفلة عن العجائب، لفضل الحكمة والمعرفة على الجهل، ولما في التجارب من لقاح العقل.

  مسألة فإن قال: فما الدليل على صدق الرسل؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على صدقهم ما أتوا به من المعجزات، مثل: إحياء الموتى، وكلام البهائم والشجر، والرمي بالعصا فإذا هي حية تسعى، وفلق البحر، والسير فيه يابساً.