مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 240 - الجزء 1

  قيل له ولا قوة إلا بالله: إن تذكير الاسم أولى من تأنيثه، وإنما الأصل في تذكير الاسم أن الشيء هو الموجود، والموجود مذكر أبداً، وإنما جعل التأنيث للمعنى⁣(⁣١).

  مسألة فإن قال: خلق الله الخلق من شيء أولا من شيء⁣(⁣٢)؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن الله ø خلق الخلق من غير شيء، لأن القديم لا يتغير ولا يزيد ولا ينقص، ولا يعدم بعد وجود كما لا يوجد بعد عدم، لأنه إن تغير لم تخل من⁣(⁣٣) أن يكون يغير⁣(⁣٤) كله أو بعضه، والكل والبعض لا يكون إلا متحركاً أو ساكناً، والحركة والسكون محدثان، وكذلك لا يفنى إلا الكل أو البعض، والكل والبعض متناهيان مقطوعان، ومحدثان بعد العدم مصنوعان، لأن الكل محدود، والتبعيض عدد معدود، والاجتماع دليل على الجامع، والافتراق دليل على المفرِّق الصانع.

  فلو كان أصل الخلق قديماً لم يخل من أن يكون خلق الخلق من كله أو بعضه، وفي⁣(⁣٥) الكل والبعض نفي القدم، وحدوث العالم بعد العدم بحدوث الكل والبعض والاجتماع والافتراق والحركة والسكون، فلحدوث الأشياء تفرقت واجتمعت، ولتدبير مدبرِّها تصرَّفت وتنقلَّت، فالحمد لله الذي لا ينقص ولا يزيد، ولا يبطل ولا يبيد.

  مسألة فإن قال: لم خلق الله الخلق؟


(١) في (ب): لمعنى.

(٢) في (ب): خلق الله الخلق من شئ أو من لا شيء.

(٣) في (ب): من. ساقط.

(٤) في (ب): مغير.

(٥) في (ب): من كله أو من بعضه.