مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على من جحد الإمامة بعد النبي ÷

صفحة 245 - الجزء 1

  فإن قال: مَن الإمام⁣(⁣١) بعد رسول الله ÷، إذ زعمتم أن الأرض لا تخلو من الحجة؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الحجة بعد نبينا⁣(⁣٢) ÷ أقدر الخلق على القيام بأمور الدين، وأكمل جميع المسلمين، ولم يعلم ذلك غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه صلوات رب العالمين، وفيه يقول أخوه رسول الله عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم: «علي منى بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»⁣(⁣٣).

  ويقول ~ وآله: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره»⁣(⁣٤).


(١) في (ب): فمن الإمام.

(٢) في (ب): بعد النبي ÷.

(٣) حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة عند أهل البيت $، وسائر الأمة، وأخرجه الإمام زيد في المجموع ٤٠٧، والإمام الهادي في الأحكام ١/ ١٠٩، وأحمد بن حنبل ١/ ١٧٧، وغيرهم كثير.

(٤) حديث الولاية، وهو المعروف بحديث الغدير الذي رواه الموالف والمخالف، وحديث الغدير من الأحاديث المتواترة المشهورة، أخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي ٣٣، والإمام المؤيد بالله في أماليه ٩٠، وغيرهما كثير من أئمتنا، كما أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ١٣٢، وأحمد في المسند ١/ ٣٣١، والنسائي في الخصائص ٤٥، ومسلم ٢/ ٣١٧، قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة: هذا الخبر قد بلغ حد التواتر، وليس كخبر من الأخبار لما له من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق. انظر التحف ٣٢٥.

قلت: وقد تتبعها السيد الأميني في موسوعته الضخمة الغدير، وقال المقبلي في الأبحاث المسددة ٢٤٤: (فإن كان مثل هذا - أي حديث الغدير - معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم)، وقال السيد المحدث محمد إبراهيم الوزير: (إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً).