مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على من جحد الإمامة بعد النبي ÷

صفحة 244 - الجزء 1

باب الرد على من جحد الإمامة بعد النبي ÷

  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي @: فإن رجع إلى الحق، وأقر بكلمة الصدق، وجحد الإمامة فهو مشرك، لأن الإمامة فرض من الله لا يسع أحداً جهلها، لأن الحكيم لا يهمل خلقه مع ما بدا من اختلافهم من الحجة على من عَنَدَ من الحق⁣(⁣١) منهم، والهداية لمن طلب النجاة من أوليائه، والبيان لتلبيس أعدائه، وإلا فقد ساوى بين حقهم وباطلهم، وفي ذلك ما يقول النبي ÷: «من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية»⁣(⁣٢)، وقول الله سبحانه: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣(⁣٣) [الرعد: ٧]، فأخبر أن النبي ÷ منذر للعباد، وأن لكل قوم هادياً إلى الحق في كل زمان، يوضح لهم ما التبس من الأديان، ويرد على من دان بغير دين الإسلام، ويوضح الحجة على جميع الأنام.


(١) في (ب): على من عند عن الحق.

(٢) رواه الإمام الهادي في كتابه (معرفة الله ø) طبع ضمن مجموع رسائله.

(٣) روى الحاكم الحبري بسنده عن ابن عباس {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} رسول الله ÷ {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧} علي # ص ٢٨١ وهو في تفسير ابن كثير ٢/ ٥٠٢، وفي الدر المنثور ٤/ ٤٥، وفتح القدير ٣/ ٦٦، ٦٧.