كتاب التوحيد والتناهي والتحديد
  الجزء الأول
كتاب التوحيد والتناهي والتحديد(١)
  
  الحمد لله الواحد الذي لا يوصف بالتعديد، العظيم الذي جل عن التحديد، العدل الذي تنزه عن ظلم العبيد، أحمده حمد متوكلٍ عليه، وأعتصم به اعتصام من أناب إليه، وكيف يوصف بالتعديد من أحصى كل شيء عدداً؟! بل كيف يوصف بالتبعيض واحد؟! لما في التبعيض والتعديد، من صفات التناهي والتحديد، وإذ(٢) لا بد لكل تعديد من معدد، ولكل تحديد من محدد، ولا بد لكل مفترق أو مجتمع من مفرق وجامع(٣)، ومفتطر صانع، لما في الافتراق والاجتماع، من بيان الصنع والابتداع.
  والله سبحانه بخلاف خلقه المدبَّرين، ذوي الأماكن المصوَّرين، إذ المصوَّر مضطر إلى مصوِّره، والمدبَّر محتاج إلى مدبِّره، والمقدَّر غير ممتنع من مقدِّره،
(١) جاء في (ب) زيادة: مما ألّفه ووضعه مولانا الإمام وحجة الله على الأنام بدر الأئمة الأعلام أمير المؤمنين المهدي لدين الله العالم الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب À ورضوانه وروحه وريحانه ما طلع نجم ولاح ونجم طلع وفاح آمين اللهم آمين.
(٢) في (ب): وإذاً لا بد.
(٣) في (ب): مفرق جامع.