مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على الفضائية والدليل على حدث الفضاء ونهايته

صفحة 267 - الجزء 1

  وأما الإقامة التي هي ساعات لا يحصى عددها، ولا يدرك لتقدمه⁣(⁣١) أمدها، فمثل إقامة الهواء، المكان الذي فيه الأشياء.

  وسندل⁣(⁣٢) إن شاء الله على حدوثها، وتبدي كليتها ولبثها، وذلك أن ما مضى من إقامة سنيه وشهوره وساعاته، لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه:

  إما أن يكون مضى كله.

  وإما أن يكون مضى بعضه.

  وإما أن يكون لم يمض منه كل ولا بعض.

  فإن قلت: لم يمض شيء من دهوره وأزمنته، وما لا يحصى من إقامته، جحدته وجحدت قدمه، وأوجبت حدوثه أو عدمه.

  وإن قلت: بل مضى بعض الماضي المتقدم من الأيام، ناقضت بين ما نطقت به من الكلام، ولم نجد بين ما مضى فرقاً عند جميع الأنام.

  وإن قلت: بل عدم كل ما مضى من ذلك وخلا، وتضمنه العدم بعد حدوثه والفناء، أوجبت أنه محدث لحدوث أوله لصحة⁣(⁣٣) فنائه بأجمعه كله، إذ لم تكثر الإقامة إلا بعد قلة أولها، وبعد حدوثها وفنائها كلها.

  وإذا صح في المعقول أن لإقامته⁣(⁣٤) أولا وبدءاً، فقد تقدم وخلا، فهو بأيقن اليقين محدث بحدوث إقامته، إذ لم ينفك من الإقامة بكليته، وإذا صح أنه مقيم كله بذاته، وصح أنه يحدث⁣(⁣٥) بجميع صفاته، [فقد]⁣(⁣٦) صح - بأبين البيان -


(١) في (أ): لتقدمته.

(٢) في (ب): وسندل لك.

(٣) ولصحة، في (ب).

(٤) في (ب): الإقامة.

(٥) في (ب): محدث.

(٦) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).