باب الرد على الفضائية والدليل على حدث الفضاء ونهايته
  وأما الإقامة التي هي ساعات لا يحصى عددها، ولا يدرك لتقدمه(١) أمدها، فمثل إقامة الهواء، المكان الذي فيه الأشياء.
  وسندل(٢) إن شاء الله على حدوثها، وتبدي كليتها ولبثها، وذلك أن ما مضى من إقامة سنيه وشهوره وساعاته، لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه:
  إما أن يكون مضى كله.
  وإما أن يكون مضى بعضه.
  وإما أن يكون لم يمض منه كل ولا بعض.
  فإن قلت: لم يمض شيء من دهوره وأزمنته، وما لا يحصى من إقامته، جحدته وجحدت قدمه، وأوجبت حدوثه أو عدمه.
  وإن قلت: بل مضى بعض الماضي المتقدم من الأيام، ناقضت بين ما نطقت به من الكلام، ولم نجد بين ما مضى فرقاً عند جميع الأنام.
  وإن قلت: بل عدم كل ما مضى من ذلك وخلا، وتضمنه العدم بعد حدوثه والفناء، أوجبت أنه محدث لحدوث أوله لصحة(٣) فنائه بأجمعه كله، إذ لم تكثر الإقامة إلا بعد قلة أولها، وبعد حدوثها وفنائها كلها.
  وإذا صح في المعقول أن لإقامته(٤) أولا وبدءاً، فقد تقدم وخلا، فهو بأيقن اليقين محدث بحدوث إقامته، إذ لم ينفك من الإقامة بكليته، وإذا صح أنه مقيم كله بذاته، وصح أنه يحدث(٥) بجميع صفاته، [فقد](٦) صح - بأبين البيان -
(١) في (أ): لتقدمته.
(٢) في (ب): وسندل لك.
(٣) ولصحة، في (ب).
(٤) في (ب): الإقامة.
(٥) في (ب): محدث.
(٦) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).