باب الصفات القديمة التي هي الله ø

[العلم]

  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم @: إن سأل سائل ملحد، أو قال قائل مسترشد: ما الدليل على أن الله عالم؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على علمه سبحانه وجود صنعه تاماً محكماً، والحكمة لا تتم من جاهل، فعلمنا أنه عالم بكيفية الصنع قبل فعله، كعلمه به بعد جعله.

  ألا ترى أن الفعل يتعذر على من يجهله، وأن الفاعل لا يقصد فعل⁣^(⁣١) شيء إلا وهو عالم بكيفيته بعد إكماله⁣^(⁣٢)، وإلى ما يؤول عند تمامه واعتماله.

  ألا ترى أنه لو قصده بغير علم لما تم له بجهله، والله يتعالى عن الجهل والنقصان، ويجل عن شبه مَن خلق⁣^(⁣٣) مِن الإنسان.

  ودليل آخر:

  أنه لا يخلو في حال فعله للمفعولات، وصنعه لما صنع

(١) في (ب): لا يقصد إلى فعل شيء.

(٢) في (ب): بعد كماله.

(٣) في (ب): ويجل عن شبه ما خلق.