[مسألة خلق غير الجسم والعرض]
  مربوباً، وكيف يكون المحدث مثل القديم أو الخالق(١) مثل المخلوق، أو كيف يكون الرازق مثل المرزوق؟
[مسألة خلق غير الجسم والعرض]
  مسألة من المحال ايضاً: وإن سأل فقال: هل يقدر الله أن يخلق خلقاً لا جسماً ولا عرضاً؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذا محال وليس عن المحال مسألة، لأن كل محدَث فيه آثار حكمة الصانع وذلك ما ذكرنا من الكل والبعض، والكل والبعض لا يكون إلا جسماً من الأجسام الموصوفة بالطول والعرض، فقولك هذا متناقض فاسد لا معنى له؛ لأنك قلت يخلق خلقاً والخلق فهو ما ذكرنا، ثم نقضت قولك فقلت: لا جسماً ولا عرضاً، فكأنك قلت يخلق خلقاً ليس بخلق!
  فإن قال: فلم زعمت(٢) إن ربكم شيء ليس بجسم ولا عرض وقد نفيتم ما ليس بجسم ولا عرض؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأنا نفينا أن يكون خلقاً محدَثاً لا محدِثاً؛ لأنك إذا قلت محدَثا أوجبت فيه دلائل الحدث،
  فإذا قلت ليس فيه دلائل الحدث نفيته والنفي والإثبات لا يجتمعان في شيء واحد.
  وأما قولك: ثم نفينا عن الله سبحانه أن يكون جسماً أو عرضاً وأثبتناه شيئاً.
  فالجواب في ذلك: أنا جعلناه قديماً والقديم لا يكون محدَثاً وكذلك نفينا أن
(١) في (ب): والخالق.
(٢) في (ب): فلم قلتم.