مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[مسألة الرؤيه]

صفحة 296 - الجزء 1

[مسألة الرؤيه]

  مسألة كذلك إن سأل⁣(⁣١) بعض المشبهة الملحدين الظانين بالله ظن السوء المتحيرين فقال: أخبروني هل لو أراد الله أن يدركه بعض خلقه أيجوز ذلك أم لا؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: وهذه المسألة أيضاً من المحال والله لا يريد المحالات ولا يوصف بصفات المحدثات؛ لأن الأبصار لا تقع إلا على مفترق من الأشياء أو مجتمع، والمفترق مفصل لا بد له من مفصِّل، والمجتمع موصَّل لا بد له من موصِّل، والله موصل الأشياء ومفصلها، ومفرقها وجامعها، ومبتدعها وصانعها.

[مسألة خلق مثله]

  (مسألة)⁣(⁣٢) وكذلك إن سأل فقال: أخبروني عن الله هل يقدر أن يخلق مثله؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: كلامك هذا فاسد محال لا معنى له، لأنك قلت: هل يقدر أن يخلق؟ فأوقعت القدرة على مخلوق، ثم نقضت قولك بقولك: مثله؛ لأن الله خالق وهذا مخلوق، والله مدبِّر وهذا مدبَّر، والله صانع وهذا مصنوع، والله غني وهذا فقير، والله قديم وهذا محدث، والله لا نهاية له وهذا متناهي، والله محدده ومفصله وموصله، وهو موصَّل مفصَّل، وهذا من أكبر المحال وأقبح المقال، فكيف⁣(⁣٣) يكون مخلوق خالقاً، ومحدث قديماً، ورب


(١) في (ب): كذلك إن قال بعض.

(٢) في (ب): ما بين القوسين ثابت في (ب) ساقط في (أ).

(٣) في (ب): وكيف.