[استحالة رؤية الله تعالى]
[العلة في عدم إدراك ذات الله ø]
  وكذلك إن سأل فقال: ما العلة التي منعت عن درك الذات؟
  والجواب له في ذلك: أنه لو أُدرك لكان كسائر الماركات، ولا فرق بينه وبين المحدثات؛ لأن درك الحواس والعقول والأوهام لا يقع إلا على جسم من الأجسام، أو صفة جرِم من الأجرام، وما يتعالى عنه ذو الجلال والإكرام.
  وأما ما سأل عنه والعلة المانعة عن درك القديم، فالعلة في ذلك عجز المحدثات عن إدراك الواحد الكريم، المتفضل الرحمن الرحيم، والعلل المانعة عن بلوغ الموجودات القديم وغيره من المصنوعات تخرج على وجوه معروفة، وأسباب معانيه موصوفة.
  فمنها: علة الحجاب والأستار المانعة لدرك الأبصار:
  ومنها: علة البعد عن الافتراق وعلة عجز الحواس والألباب، فلو احتجب عن خلقه بالبعد لكان البعد له ساتراً ولكان لذاته غامراً، ولو غمره لكان مغموراً، ولو كان مغموراً لكان صغيراً، ولو صغر لكان منقوصاً، ولكان بالقلة والنقص مخصوصاً، ولكان محتاجاً إلى الأستار، ومسترا بالأمكنة والأقطار، ومنتفعاً بالظلمات والأنوار، فتعالى الله عما يقول الجاهلون، وينسب إليه الكفرة الظالمون.
[استحالة رؤية الله تعالى]
  ومما يدل على فساد قول المشبهة الملحدين الفجرة الجهلة الجاحدين، إنه لو كان يدرك بالأبصار، لكان في قطر من الأقطار، ولو كان حواه المكان والحدود لكان محدوداً قطعاً ولكان مفترقاً أو مجتمعاً، والمحدود له منقطع يدل