مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الأفعال

صفحة 328 - الجزء 1

  فلما قبضه الله إليه واختار له من الثواب ما لديه، علم أن سيكون من عباده من يحتاج إلى الهدى، (فكشف عنهم الضلالة والردى)⁣(⁣١)، بذوي الدين والفضل والحجا، ذرية الرسول أئمة الهدى، وأعلام الدين ومصابيح الدجى، فكشف عنهم بهم⁣(⁣٢) أغطية الضلال وقمع بهم مَن عاند الحق من الجهال، وأهل الحيرة الكفرة الضلال، فمن طلب الحق عند غيرهم فقد جهل، ومن عاندهم فقد ضل وخذل، لأن الله لو علم أن العباد يكتفون بعقولهم لما فرض سؤال آل نبيه $ فمن رام أن يكتفي منهم⁣(⁣٣) بعقله فقد وقع في ضلاله⁣(⁣٤) وجهله؛ لأنه كلف نفسه ما لا يطيق، ومن فعل ذلك مُنع التوفيق، ومن لم يوفقه الله وقع في العمى لفراقه للصفوة الحكماء، ولم يزدد بذلك من الحق إلا بعداً لما تكلف ونصب نفسه له من الهدى وقد أمر أن يقصد غيره قصداً، لأن الله قد جعلهم معتمداً، ولم يأمر بقصد غيرهم أحداً، فالحمد لله الذي جعلنا من ذريتهم، وبحبوحة نسبهم وذروتهم.

  وبعد: فلما رأينا خبط جميع الناس في الجهل والضلال، وترددهم بين هؤلاء الجهال، واختلافهم في موجدات جميع الأفعال، حدانا ذلك على تبيان جميع الأحوال، ليعمل بذلك من أراد التعلق بذي الجلال، ولا يلتفت إلى غيره من ترهات المقال، وما زخرفه الأوباش من المحال.


(١) في (ج): وكشف الضلالة عنهم والردى.

(٢) ساقط في (ج).

(٣) في (ج): عنهم.

(٤) في (ج): ضلالته.