مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[أقسام فعل الله تعالى وبطلان تأثيرات الطبائع]

صفحة 330 - الجزء 1

  من المقال، وخبط هؤلاء الظلمة الجهال، بما لا تنكره أبداً عقول المكلفين، ولا يقدر على دفعه أحد من الخلق أجمعين.

  وأفعال الله ø بالطبائع هي كما ذكرنا من حياة الأشجار بالماء، فأما التصوير فمن رب العالمين، ولا يكون ذلك أبداً من غير أحكم الحاكمين.

  ووجه آخر: أن صعود الماء إلى الثمار، وعلوه مصعداً في أعالي الأشجار، لا يكون إلا من الواحد القهار، لأن الماء طُبِعَ على الانحدار، ولم يطبع على الصعود والعلو في الأغصان، لأن ذلك لا يوجد إلا بالله الواحد الرحمن، وكذلك النطف التي في الأرحام، فتصويرها من ذي الجلال والإكرام.

  وأما الغذاء بحرارة الأرحام، فهو طبيعة تفضل الله بها على الأنام، كما تفضل عليهم بالماء والطعام، فمن زعم أن الرحم التي صورت وأن المياه والأرضين التي قَدَّرَت وصنعت الصورة ودَبَّرَتْ، فقد كفر صاغراً وأشرك، وهلك بجهله وأهلك؛ لأن فعل الماء هو الغذاء وفعل الله التصوير، وبينهما فرق عند أهل التدبير، لأن الماء يغدو بطبيعة البرد واللين، والصورة في نفسها ليس لها طبيعة غير حكمة الله الحق اليقين، لأن كل شيء في الصور يدل على الحكمة والعلم الحق المبين.

  ولله ø فعلان: فعل الإرادة والقصد في الأحيان، وفعل طبائع كامنة في الجمادات والأبدان، كمنها قبل هذا الزمان، وفي هذه الأزمان.

  وأما الإرادة والقصد منه تبارك وتعالى فمثل خلقه للذكر والأنثى.

  وأما الفعل الكامن فمثل طبائع الحجارة والنيران، ومثل المياه والحديد وغير ذلك من صنع الرحمن.